تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

في 10 سبتمبر/أيلول 2017، اختفى إبراهيم متولي من مطار القاهرة الدولي أثناء توجهه إلى جنيف لحضور اجتماع مع الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي بالأمم المتحدة.

يبلغ متولي من العمر 54 عاما ويعمل محاميا ومنسقا لجمعية أسر المختفين، وهي منظمة غير حكومية أسسها بعد اختفاء ابنه عمر إبراهيم عبد المنعم في يوليو/تموز 2013 وظل في عداد المفقودين منذ ذلك الحين.

اعتقلت السلطات المصرية في العام 2014، مراسل جريدة الحرية والعدالة ومراسل قناة الجزيرة في محافظة السويس، الصحفي عبد الرحمن شاهين، 30 عاماً، بسبب عمله كصحفي.

وكانت قوات الأمن الوطني شاهين تطارد منذ العام 2013 على خلفية تغطيته المظاهرات السلمية التي جرت في السويس احتجاجاً على الانقلاب العسكري، وحملات القمع والتجاوزات التي ارتكبت ضد المتظاهرين.

الاعتقال والمحاكمة

خلصت لجنة مناهضة التعذيب بعد أربع سنوات من التحقيق، بناء على التقارير  (* المنشورة أسفله مع شطب معلومات خاصة بالضحايا) التي توصلت بها من الكرامة بين عامي 2012 و 2016، إلى أن ممارسة التعذيب "اعتيادية وواسعة الانتشار ومتعمدة في جزء كبير من أراضي مصر".

ما يزال تسعة رجال في عداد المفقودين عقب اختطافهم على أيدي قوات الأمن والشرطة المصرية، وذويهم يعربون عن قلقهم على حياتهم.

44 شخصاً، معظمهم شبان جامعيون، أعدمتهم قوات الأمن الوطني بإجراءات موجزة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، بعد احتجازهم سراً لفترات تراوحت بين أسبوعين وشهر.

جو من القلق وخوف على سلامة المعتقلين ساد كامل البلاد جراء تلك الممارسة؛ لا سيّما لدى أسر الضحايا المفقودين، حيث تستمر السلطات بإنكار توصلها بأية معلومات حول مصير أقاربهم.

عمدت السلطات المصرية في 24  أيار\مايو2017، إلى إغلاق 21 موقعاً إخبارياً بذريعة "نشر الأكاذيب" و "دعم الإرهاب"، دون إصدار أي بيان رسمي أو حتى إبلاغ المواقع المعنية بقرارها أو بالأسباب من وراء اتخاذ ذاك القرار. ويستحيل حالياً الولوج إلى تلك المواقع، المعروفة بانتقادها للحكومة، من كافة الأراضي المصرية. وطال الحجب أيضاً مواقع لمنظمات ناشطة في مجال حقوق الإنسان، من بينها الكرامة والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.

رفعت الكرامة مؤخراً إلى الفريق العامل المعني بمسألة الاحتجاز التعسفي حالة 14 رجلاً و 4 نساء* من طلاب جامعيين ومدافعين عن حقوق الإنسان ومعارضين سياسيين ونشطاء سلميين ومخرجي أفلام وصحفيين، كانوا قد اختطفوا على يد جهاز الأمن الوطني، وتعرضوا للتعذيب لإرغامهم على التوقيع على تصريحات تجرمهم بتهمة "الانتماء إلى جماعة محظورة".

في 28 مايو 2017، أُضافت السلطات المصرية  على "قائمة إرهابيين" جديدة أسماء تسعة صحفيين تمت محاكمتهم جماعيا فيما عرف بقضية "غرفة عمليات رابعة". وجاءت هذه الوثيقة بعد 20 يوماً من صدور الحكم النهائي الذي قضى بتسريح خمسة من الصحفيين والإبقاء على أربعة هم عبد الله الفخراني، سمحي عبد العليم، محمد العديلي ويوسف طلعت عبد الكريم، قيد الاحتجاز في سجن العقرب.

أيدّت محكمة الطعون العسكرية  في 19  حزيران/يونيو 2017، حكمَ الإعدام الصادر بحق سبعة رجال في قضية تفجير استاد كفر الشيخ. وكان قد حكم عليهم بالإعدام في عام 2016 في أعقاب محاكمة غير عادلة استندت فقط إلى اعترافات المتهمين المنتزعة تحت التعذيب إضافة إلى شهادات أفراد من الأمن الوطني. وإذا ما نُفذ الحكم، فسيكون إعداما بإجراءات موجزة ويشكل انتهاكا خطيراً لالتزامات مصر في مجال حقوق الإنسان.

وقائع قضية "تفجير استاد كفر الشيخ"

في 23 حزيران / يونيو 2017 قام أفراد من الأمن الوطني باختطاف إبراهيم عبد الرحمن محمد أحمد عبد العليم، طالب بجامعة الأزهر وناشط سلمي مناهض للحكومة، من منزله في قرية الرملة بمحافظة القليوبية، ثم اقتادوه إلى مكان مجهول لتنقطع أخباره عن أسرته التي تجهل كل شيء عنه رغم محاولاتها الاستفسار لدى السلطات عن مصيره ومكان وجوده، ومنذ ذلك الحين وهي تعيش خشية تعرضه للتعذيب بسبب نشاطه.

قبل أربعة أعوام، اختطف الناشط السلمي خالد محمد حافظ محمد عز الدين من وسط الجيزة أثناء مشاركته في مظاهرة سلمية على أيدي أفراد من الشرطة المصرية والجيش الذين نقلوه إلى مكان مجهول ليختفي منذ ذلك الحين.