03 sep 2010

ووجهت الكرامة على التوالي في يومي 20 و27 أغسطس/ آب 2010، نداءين عاجلين، لكل من المقرر الخاص المعني بمناهضة التعذيب والمقرر الخاص المعني بتعزيز حرية الرأي والتعبير، تلتمس منهما التدخل لدى السلطات اليمنية بشأن كل من: الصحفي عبدالإله حيدر شائع، ورسام الكاريكاتور كمال يحيى شرف، المختطفين لدى جهاز الأمن القومي.
وأطلق نشطاء حقوقيون ومؤسسات إعلامية ومدنية يمنية تحالفاً باسم "تحالف 6 رمضان"، يشارك فيه ممثل الكرامة بصنعاء، قصد الضغط على السلطات اليمنية لإطلاق سراح السيدين شائع، وشرف، اللذين كان ألقي عليهما القبض بطريقة تعسفية، في 16 أغسطس/ آب 2010، على أيدي قوة أمنية تابعة لجهاز الأمن القومي، قامت بتفتيش منزليهما وترويع الأطفال والنساء، ومصادرة مقتنيات شخصية من بينها أجهزة كمبيوتر وهواتف محمولة، قبل أن تقتادهما إلى مقر الأمن القومي، حيث لا تزال السلطات هناك ترفض حتى الآن السماح بزيارتهما، ما يزيد مخاوف تعرضهما للتعذيب.
وتوجّه، أمس الخميس 2 سبتمبر/ أيلول 2010، عشرات المحامين والصحفيين وناشطي حقوق الإنسان إلى دار الرئاسة بصنعاء لتنفيذ وقفة احتجاجية وتسليم رسالة لرئيس الجمهورية احتجاجا على تعنت الأمن القومي في الإفراج عن الصحفي شائع والرسام شرف.
غير أن قوات الأمن منعت المعتصمين من الوصول إلى مقر الرئاسة، الأمر الذي دفعهم إلى تنفيذ اعتصامهم أمام منصة السبعين، القريبة من المكان، فيما سلمت الرسالة لمندوب من رئاسة الجمهورية.
وعلاوةً على ذلك، تعرض الناشطون والناشطات لمضايقات عديدة من طرف أفراد الحرس الخاص المكلفين بحراسة مقر الرئاسة، من بينها التهديد بإطلاق النار على المعتصمين، ومنع مصوري قناتي الجزيرة والحرة من التصوير، بالإضافة إلى نقل عدد من الناشطين إلى أحد مراكز الشرطة بالمنطقة، حيث احتجزوا هناك لمدة وجيزة، قبل أن تصل توجيهات بإعادة نقلهم إلى منصة السبعين.
في غضون ذلك، طالب الاتحاد الدولي للصحفيين، ومقره بروكسل، الحكومة اليمنية بالإفراج عن الصحفيين شائع وشرف، مؤكداً بأنهما محتجزان دون تهم، أو إجراءات قانونية، واتهم اليمن بنفض عهوده السابقة بالسماح للصحفيين بممارسة عملهم بحرية.
وتأتي مطالبة الاتحاد الدولي للصحفيين، الذي يمثل ما يزيد عن 600 ألف صحفي في 125 بلدا حول العالم، بعد تزايد المخاوف من تعرض الصحفيين شائع وشرف للتعذيب على أيدي جهاز الأمن القومي، الذي تعزى إليه معظم الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في البلاد.
وحمل رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين، جيم بوملحة السلطات اليمنية المسؤولية عن سلامة الصحفيين المعتقلين، وطالبها بالإفراج عنهما، مشيرا إلى هذه الاعتقالات تؤكد نقض السلطات اليمنية لعهودها بالسماح للصحفيين بممارسة عملهم بحرية، مكررا مطالبته للحكومة اليمنية بالإيفاء بوعودها بأن تفتح المجال للصحفيين، ووسائل الإعلام بالعمل دون ترهيب أو تدخل.
ودانت نقابة الصحفيين اليمنيين استمرار اعتقال الصحفيين شائع وشرف، وقالت في بيان لها أمس، بأنها تتابع بقلق بالغ استمرار اعتقالهما منذ ثلاثة أسابيع، دون مسوغ قانوني، مشيرة إلى أنها ومنذ اليوم الأول لاعتقالهما سارعت بالتواصل مع الجهات المعنية لمعرفة أسباب الاعتقال، وطلبت من قيادة جهاز الأمن القومي تحديد موعد للقاء بهما، دون أي جدوى.
كما دانت النقابة التصرفات غير المسؤولة للأمن القومي والانتهاك الدستوري، وحملت الجهاز، سيء الصيت، المسؤولية عن سلامتهما، عما قد يتعرضان له من انتهاك أو أذى، وطالبت النائب العام بتحمل مسؤوليته بسرعة إطلاقهما، نظرا لكون اعتقالهما مخالفة واضحة للدستور والقوانين النافذة.