مقالات حول مصر

رغم التوثيق المستمر لأعداد كبيرة من حالات الاختفاء القسري على أيدي مختلف أجهزة الأمن الحكومية، فشل المجتمع الدولي في الضغط على الحكومة المصرية لمعالجة هذه المسألة. منذ بداية السنة الحالية، وثّقت الكرامة العديد من حالات الاختفاء القسري، ستة منها حدثت في ظرف أسبوع، منها حالة أحمد محمود محمد متولي، كهربائي يبلغ من العمر 46 عاماً، الذي اختفى بعد القبض عليه من قبل الجيش في شمال سيناء في 29 أكتوبر 2015، وعمرو محمد محمد الإمام، 34 سنة، و أحمد عوني عبد البصير محمد ، 21 سنة، اللذان اختفيا على يد الأمن الوطني في 10 فبراير 2016.

إختفى الطالب آسر محمد زهر الدين عبد الوارث، البالغ من العمر 15 عاماً، بعد أن اعتقلته الشرطة من منزله في الجيزة، بتاريخ 12 كانون الثاني/يناير 2016. ووجهت الكرامة نداء عاجل إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي في الأمم المتحدة.

إعتقل أفراد من الأمن الداخلي ورجال الشرطة ثلاثة أشخاص دون سبب واضح بين أواخر كانون الأول/ديسمبر وبداية شباط/فبراير2016. ويتعلق الأمر بكل من الطفل عبدالمنعم  البالغ من العمر 15 سنة وأخوه عبدالرحمن نصر قطب موسى ومحمد جمعة محمود الصفتي وهو أب لأربعة أولاد. ماتزال عائلتا الضحايا تجهل مصيرهم ومكان تواجدهم، على الرغم من اللجوء إلى مختلف الهيئات الرسمية للمطالبة بالكشف عن مصيرهم.

دعت الكرامة السلطات المصرية إلى وقف إجراءات إغلاق مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب  التي أطلقتها في 17 شباط/فبراير 2016. أنشأ مركز النديم سنة 1993، وهي مؤسسة غير حكومية تعمل على تقديم العلاج وإعادة التأهيل النفسي لضحايا العنف والتعذيب. ويبدو أنّ هذا القرار يهدف إلى تضييق الخناق على ما تبقّى من مؤسسات مستقلّة في البلاد، بعد تزايد حالات العنف والتعذيب الذي تمارسه الشرطة والتي وثقها المركز وتابعها.

اختفى عضو حزب الدستور المحامي رأفت فيصل علي شحاتة المعروف أيضا بأشرف شحاتة، على أيدي رجال الأمن الوطني في 13 يناير 2014. وتواصل السلطات إنكار علمها بمصيره مدعية أنه غادر مصر.

تفيد زوجته أن عدة محتجزين سابقين و أسر محتجزين أخبروها أنه معتقل. بل واعتقدت في الآونة الأخيرة أنها عثرت عليه بعد أن أدرجت وزارة الداخلية اسمه في قائمة بأسماء عدد من المعتقلين، تشير إلى أنه يقضي عقوبة بسجن الزقازيق، لكن السلطات تراجعت وكذبت هذه المعلومة بعد وقت قصير مدعية أنها تجهل كل شيء عنه. ورفعت الكرامة، قضيته إلى آليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لمطالبة الحكومة المصرية بالكشف عن مصيره.

في شباط/ فبراير 2016، اعتقل الأمن الداخلي دون توضيح للأسباب الشابين أبو عبيدة سيد محمود عبد الحميد البالغ من العمر 28 سنة، وإسلام إبراهيم التهامي إبراهيم 25 سنة، لتنقطع أخبارهما منذ ذلك الحين. ولم تفد كل المساعي التي بذلها أقاربهما لدى مختلف الهيئات الرسمية لمعرفة مكان تواجدهما ومصيرهما.

في12 يناير 2016، ألقت الشرطة القبض على أسر محمد زهر الدين عبد الوارث، 15 سنة، وفي 31 من نفس الشهر ألقت القبض على عبد الرحمن محمد صالح محمد، 18 سنة. وتمت عمليات التوقيف بمنزلي أسرتيهما بالجيزة والقاهرة. كثف أقاربهما مساعيهم للعثور عليهما، لكنهم لم يستطيعوا تحديد أماكن تواجدهما، وتملكهم الخوف من تعرضهما للتعذيب أثناء احتجازهما السري.

في 7 فبراير 2016، ألقت الشرطة المصرية القبض على مدرس الإنجليزية مدحت محمد بهي الدين أحمد عبد الحميد عامر من شقته بالجيزة رفقة صديقه مجدي حسن عامر حسن، مدرس اللغة العربية، ليختفيا منذ ذلك الحين. ورغم كل المساعي التي قامت بها أسرة الرجلين لدى العديد من الهيئات المحلية لمعرفة مصيرهما، إلا أنها لا زالت إلى الآن تجهل مكان تواجدهما وأسباب القبض عليهما.

ترحب الكرامة بقرار اللجنة الفرعية المعنية بالاعتماد (SCA) التابعة للجنة التنسيق الدولية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، المتعلق بإعادة النظر في تصنيف المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان، وذلك في دورتها المزمع عقدها خلال سنة 2016. وتنتهز الكرامة هذه الفرصة لتقديم تقريرها حول عمل المجلس القومي المصري، علما بأنها سبق أن نبهت اللجنة الفرعية المعنية بالاعتماد SCA إلى عدم التزام هذا المجلس  بالمعايير الدولية.

تدين الكرامة بشدة ما جاء على لسان أحمد الزند، وزير العدل المصري، خلال مقابلة تلفزية مباشرة، تعليقاً على الهجمات التي وقعت مؤخرا في سيناء. ووجهت الكرامة نداء إلى مختلف آليات حقوق الإنسان بالأمم المتحدة تدعوها إلى إدانة إعلان الوزير، معربة في نفس الآن عن قلقها من هذا النوع من الخطابات الذي يوفر أرضية خصبة لمزيد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وخصوصا القتل خارج نطاق القانون.

خطاب الكراهية في القانون الدولي