السعودية: الكرامة تخطر المقرر الخاص لمناهضة التعذيب بقضية محمد القحطاني

qahtani

في 6 سبتمبر/ أيلول 2021، خاطبت الكرامة المقرر الخاص للأمم المتحدة لمناهضة التعذيب بشأن وضع محمد بن فهد القحطاني، المدافع عن حقوق الإنسان والعضو المؤسس لجمعية الحقوق المدنية والسياسية (حسم)، كانت الكرامة تابعت قضيته وقدمت بشأنه شكاوى إلى آليات الأمم المتحدة المعنية.
في تأريخ 9 مارس/ آذار 2013 حكم على القحطاني بالسجن عشر سنوات، ولا يزال رهن الاعتقال التعسفي بسجن الحائر (الرياض) في قسم مخصص للمعتقلين الذين يعانون من اضطرابات نفسية.

 الوقائع
قُدِّم السيد القحطاني أحد مؤسسي حسم، أمام محكمة جنايات الرياض بعدة تهم تتعلق جميعها بنشاطه السلمي. في 9 مارس 2013، أدين بمزاعم "الإخلال بالأمن والتسبب في الفوضى من خلال الدعوة إلى المظاهرات" و "تشكيل منظمة غير مرخصة"، وحُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات.  كما حُكم على ثمانية آخرين من أعضاء جمعية حسم الحقوقية بالسجن لمدد طويلة.
في 28 مايو/ أيار 2013، استأنف السيد القحطاني القرار ولكن تم تأكيد الحكم عليه في فبراير/ شباط 2014. لذلك وضع فورًا في الحبس الانفرادي في سجن الحائر دون أي اتصال به من العالم الخارجي.  وكانت الكرامة قد أحالت أولاً قضية السيد القحطاني إلى الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي (WGAD)، الذي اعترف بالطبيعة التعسفية لحرمانه من الحرية في رأيه رقم  38/2015 خلال الدورة الثالثة عشرة، المنعقدة في الفترة من 31 أغسطس/ آب إلى 4 سبتمبر/ أيلول 2015. لذلك دعا الفريق العامل إلى الإفراج الفوري عنه، وكذلك الإفراج عن الأعضاء الثمانية الآخرين الذين حوكموا بذريعة "تقويض الأمن القومي" بسبب قيامهم بحملات سلمية من أجل حقوق الإنسان، واستخدام حقوقهم في حرية التعبير.  ومع ذلك، فإن رأي الفريق العامل لم ينفذ قط.
احتجاجًا على إدانته وظروف اعتقاله القاسية، أضرب عن الطعام أكثر من مرة، إلا أنه انتقاما من الإضراب عن الطعام، نُقل إلى جناح في السجن مخصص للمصابين باضطرابات نفسية، وساءت ظروف احتجازه بسبب إدارة السجن.  في الوقت الحاضر، السيد القحطاني، المحتجز في ظروف لا تطاق، معرض لخطر الاعتداء الجسدي. لهذا السبب، بدأ السيد القحطاني إضرابًا آخر عن الطعام في 17 أغسطس/ آب 2021 للمطالبة بنفس ظروف الاحتجاز مثل المعتقلين الآخرين.

 مقرر الأمم المتحدة الخاص الذي أخطرته الكرامة

 تعبر الكرامة عن قلقها العميق إزاء تدهور وضع السيد القحطاني، وبالنظر إلى الوضع العاجل في ما يتعلق بأمنه الشخصي في محبسه رهن الاحتجاز، فقد قدمت قضيته إلى المقرر الخاص للأمم المتحدة لمناهضة التعذيب في 6 سبتمبر/ أيلول 2021. وشددت الكرامة على أن وضع السيد القحطاني في قسم مخصص للمعتقلين الذين يعانون من أمراض عقلية ويظهرون سلوكًا عدوانيًا يتعارض مع المادة 5 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تكرس حظر جميع أشكال المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.  في 9 أغسطس/ آب 2021، أضرب عن الطعام احتجاجًا على سوء المعاملة، ثم علق إضرابه في 12 أغسطس / آب 2021، عندما وعدت السلطات بالنظر في مطالبه. ومع ذلك، استأنف الإضراب في 17 أغسطس 2021، عندما لم تفِ إدارة السجن بوعودها.
إن إيداع القحطاني بين المحتجزين الذين يعانون من مشاكل نفسية هو معاملة مهينة تشكل، بحكم خطورتها وشدتها، شكلاً من أشكال التعذيب وفقاً للمادة 1 من اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة التي صادقت عليها  المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر 1997. كما أن وضع السيد القحطاني عمداً في هذا القسم من السجن يهدف لمعاقبته من قبل السلطات.
وللتذكير، أثيرت قضية السيد القحطاني، بموجب مساهمة قدمتها الكرامة ضمن قضايا أخرى، في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة إلى الجمعية العامة عن الأشخاص الذين تعرضوا لأعمال انتقامية لتعاونهم مع آليات الأمم المتحدة.

 طلبات الكرامة
لذلك، ناشدت الكرامة المقرر الخاص للأمم المتحدة لحث السلطات السعودية على الإفراج الفوري عن السيد القحطاني، وعلى أي حال، توفير ظروف احتجاز لائقة تتوافق مع مجموعة القواعد الدنيا لمعاملة المعتقلين، كما شددت الكرامة على ضرورة تذكير الدولة الطرف باتخاذ جميع التدابير اللازمة ضد التعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة في جميع الظروف ودون استثناء، وضمان احترام الحد الأدنى من ظروف الاحتجاز المطلوبة، دون تمييز، لجميع السجناء.