السعودية: وفاة السجين السياسي البارز عبدالله الحامد جراء الإهمال الطبي

abdullah alhamid

أبلغت الكرامة، اليوم الجمعة 24 نيسان/ أبريل 2020، الإجراءات المعنية بالأمم المتحدة بوفاة المناضل السعودي البارز الدكتور عبدالله الحامد "أبو بلال"، مطالبةً إياها باتخاذ موقف إزاء مصير شخصية فذّة نذر حياته للدفاع بكل الوسائل السلمية عن الحريات والعدالة والإصلاح السياسي وحقوق الإنسان في السعودية.
تعبّر الكرامة عن صدمتها لوفاة الدكتور الحامد جراء الإهمال الطبي المتعمد من قبل السلطات السعودية، رغم تحذيرات الناشطين على حياته، وصولا إلى إصابته قبل أيام بجلطة دماغية في محبسه بسجن الحائر سيء الصيت، ظلّ على إثرها لعدة ساعات في غيبوبة قبل نقله إلى المشفى، حيث أُعلنت وفاتُه اليوم.
ولد الدكتور الحامد في الثاني عشر من يوليو عام 1950، وتدرج في مراحل التعليم حتى حصوله على الدكتوراه في مجال الأدب والنقد، تولى التدريس الأكاديمي في بلاده منذ وقت مبكر، وانخرط طيلة عشرين عاما في النضال السلمي المنادي بالإصلاح السياسي عبر تأسيس المؤسسات الحقوقية، رغم حظرها في السعودية.
أسّس الدكتور الحامد مع رفاقه جمعية الحقوق المدنية والسياسية (حسم) عام 2009، وتعرض للاعتقال ستّ مرات، آخرها في مارس/آذار 2013، حيث حكم عليه بالسجن 11 عاماً، من دون توضيح سبب الحكم.
لقد عرف الحامد بتمسكه الشديد في النهج السلمي للتغيير ورؤيته الإصلاحية العميقة وفكره المستنير، وهو ما يبدو جليا من تصريحاته المقتضبة المنشورة، ورغم ذلك جرت معاملته بقسوة مفرطة ولا إنسانية من طرف السلطات السعودية، وظل يعاني منذ عدة أشهر من وضعٍ صحي متدهور، ولم تقبل السلطات الإفراج عنه، على الرغم من سنه الذي شارف على السبعين عاماً.
وكانت قد رفعت الكرامة العديد من المذكرات إلى آليات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان وخاصة المقرر الخاص المعني باستقلال القضاء، والخاص المعني بالمدافعين عن حقوق الإنسان، والمعني بحرية التعبير، والمعني بحرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات، وفريق العمل المعني بالاعتقال التعسفي، للتدخل لدى السلطات السعودية ومطالبتها بالإفراج الفوري عن الدكتور عبد الله الحامد ورفاقه الكف عن مضايقة الناشطين الحقوقيين.
لقد تابعت الكرامة على مدى سنوات قضية الدكتور الحامد، عبر مراسلاتها المستمرة والدائمة للإجراءات الخاصة للأمم المتحدة تستحثّها للتدخل من أجل وضع حدٍّ لمسلسل القمع الرهيب الذي عانى منه الدكتور الحامد ورفاقه المدافعون عن حقوق الإنسان في المملكة، حيث أصدرت الآليات الأممية العديد من القرارات التي تؤكد الطابع التعسفي لاحتجاز الحامد ورفاقه، مطالبة بإخلاء سبيلهم.