ليبيا: الكرامة تخاطب الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي بشأن قضية العقيد أسامة العبيدي

Muhammad Saleh AL GHAFIR AL OBEID

في 23 سبتمبر/ أيلول 2022، خاطبت الكرامة فريق العمل المعني بالاحتجاز التعسفي بالأمم المتحدة بشأن وضع العقيد أسامة محمد صالح الغفير العبيدي الذي أُلقي القبض عليه عام 2016 من قبل ميليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر أثناء قيامه بتأمين المنشآت النفطية في منطقة سرت.

خلفية

كان العقيد أسامة العبيدي قد كلف من قبل حكومة طرابلس بضمان أمن المنشآت النفطية في منطقة سرت، لكن ألقي عليه القبض من قبل ميليشيا اللواء خليفة حفتر في عملية قادها زعيم الميليشيا محمود أحمودة ثم اقتيد إلى مقر تلك المليشيا وانقطعت أخباره.

في 12 آب / أغسطس 2016، ظهر العقيد العبيدي في برنامج تلفزيوني بثه تلفزيون الحدث الذي يسيطر عليه اللواء خليفة حفتر. وبدا أنه يتحدث تحت الإكراه وبدت عليه علامات التعب الشديد والتعذيب. منذ ذلك الحين، لم تسمع أسرته أي أخبار عنه.

في 15 فبراير / شباط 2022 فقط أبلغ أحد رفاقه المحتجزين أقاربه أنه تم احتجازه معه مؤخرًا في منطقة سي فرج، بالقرب من بنغازي، في مقر "لواء طارق بن زياد" الخاضع لسيطرة صدام خليفة حفتر (نجل الجنرال خليفة حفتر).

يدير هذه المقرات سليمان السعيطي، زعيم ميليشيا مقرب من عائلة حفتر. شهد المعتقل السابق بأنه رأى الضحية يتعرض للتعذيب المطول خلال هذه الاستجوابات من قبل سليمان السعيطي والجنرال خليفة حفتر نفسه. كما أفاد أن الضحية تعرض للصعق بالكهرباء والحرق.

بعد أشهر قليلة من القبض عليه، حاولت عائلته الاتصال بالنائب العام في بنغازي الذي أبلغهم أن العقيد العبيدي لم يمثل أمامه قط وأنه ليس في سجن رسمي.
في 21 مارس/ آذار 2022، قدمت الكرامة قضيته لفريق الأمم المتحدة العامل المعني بحالات الاختفاء القسري. ومع ذلك، في أغسطس/ آب 2022، أُبلغ شقيق الضحية مرة أخرى من قبل سجين آخر أفرج عنه مؤخرًا بأن السيد أسامة الغفير العبيدي محتجز في الحبس الانفرادي في سجن غرناطة.

تعرض العقيد أسامة محمد صالح الغفير العبيدي لسوء المعاملة من قبل مليشيات خليفة حفتر في عام 2016. ومنذ ذلك الحين، لا يزال معتقلاً دون محاكمة أو حتى توجيه تهم إليه. يعاني الضحية جراء الاحتجاز التعسفي دون أي قرار من المحكمة لأكثر من 6 سنوات٫ فيما تعد قوات خليفة حفتر مليشيات خارجة عن سيطرة أي سلطة قضائية، وقامت باحتجاز مئات الأشخاص سرا بشكل تعسفي.

الأمم المتحدة سبق أن تناولت قضية الاعتقال التعسفي في ليبيا، بينما أفادت منظمات حقوقية مختلفة بوقوع انتهاكات مقلقة ارتكبتها ميليشيات خليفة حفتر، دون عقاب.

وتلقت الكرامة العديد من الشهادات عن اعتقالات تعسفية واختطاف أفراد من قبل هذه المليشيات، وبعضهم لا يزال في حالة اختفاء قسري حتى يومنا هذا. شهد الضحايا المفرج عنهم على الاستخدام المنهجي للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة في أماكن الاحتجاز. وأفادوا بأنهم ضحايا الضرب والصعق بالصدمات الكهربائية والإعدامات الوهمية والجلد والغرق.

ودعت الكرامة مرة أخرى فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالاحتجاز التعسفي إلى التدخل، هذه المرة، نيابة عن العقيد أسامة العبيدي، للمطالبة بالإفراج عنه.

وشددت الكرامة في الوقت ذاته على أهمية وضع كل هذه المليشيات دون استثناء تحت السيطرة الفعلية للحكومة الشرعية والسلطة القضائية.