لجنة أممية تحث العراق على الكشف عن مصير سلام البومهيدي وحازم العزاوي المفقودين منذ 5 سنوات

الاختفاء القسري في العراق

في 19 ديسمبر/كانون الأول 2022، حثت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة الاختفاء القسري(CED) العراق على الكشف عن مصير سلام البومهيدي وحازم العزاوي، المواطنين العراقيين اللذين اختفيا خلال عام 2014 بعد اختطافهما من قبل الجيش العراقي.

لا تزال هذه اللجنة الأممية المسؤولة عن مراقبة تنفيذ الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري التي صادق عليها العراق عام 2010، تدعو بانتظام الدولة الطرف للتعاون في الإجراءات القانونية الواجبة.

اختطفه الجيش عام 2014

كان سلام البومهيدي اعتقل في 28 أغسطس 2014 من قبل عدد من عناصر ميليشيا "سرايا السلام" التابعة لوحدات الحشد الشعبي، وهي منظمة جامعة مكونة من 67 ميليشيا مدمجة حالياً في الجيش العراقي، اقتحموا منزله، بعد إلقاء القبض عليه، ثم اقتادوه إلى مكان مجهول.

أما حازم العزاوي، فقد اعتقل من منزله بتاريخ 5/7/2014 الساعة 2:00 فجراً من قبل جنود مقنعين أجبروه على ركوب سيارة عسكرية بينما قام أحد الضباط بتهديد زوجته بالانتقام في حال حاولت ملاحقتهم.

منذ اختطافهما، لم يظهر أي من الضحيتين على الإطلاق على الرغم من الخطوات التي اتخذتها عائلاتهما في مختلف مؤسسات الدولة.

وبتكليف من أسرتيهما، قدمت الكرامة وجمعية الوسام الإنسانية قضيتيهما إلى لجنة الاختفاء القسري في عام 2017 لتسليط الضوء على مصيرهما.

حث العراق على الكشف عن مصيرهما

على الرغم من السنوات العديدة التي مرت منذ اختفاء الضحيتين، إلا أن السلطات العراقية لم تعترف بعد باحتجازهما. وبناءً على طلب الكرامة وجمعية الوسام الإنسانية، دعت الهيئة الأممية العراق إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحديد مكانهما والتحقيق في اختفائهما دون تأخير وفقًا لالتزاماته التعاهدية.

يشار إلى أنه أمام العراق حتى 23 كانون الثاني (يناير) 2023 لتقديم إيضاحات بشأن وضع الضحيتين.

قضية الاختفاء القسري أثارتها الكرامة أمام لجنة مناهضة التعذيب

وأثارت الكرامة قضية الاختفاء القسري في العراق أمام لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب بمناسبة المراجعة الثانية للعراق. أثناء المراجعة، ضمنت هيئة الأمم المتحدة التحقق من امتثال العراق لالتزاماته التعاهدية بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب التي تم التصديق عليها في 2011.

وتضمن تقرير الظل الذي قدمته الكرامة المئات من حالات الاختفاء القسري الموثقة والمقدمة إلى لجنة القضاء على الاختفاء القسري. وفي السنوات الأخيرة سلطت الكرامة الضوء على الممارسة السائدة لهذا الانتهاك، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التنفيذ غير الكافي لأحكام الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري ( ICCPED) في التشريعات الوطنية.

تتبع معظم حالات الاختفاء منذ الغزو الأمريكي نفس النمط. وعادة ما يتم القبض على الضحايا من قبل الميليشيات المدعومة من الحكومة أو من قبل أفراد قوات الأمن خلال مداهمات المنازل أو نقاط التفتيش. ثم تواجه العائلات بانتظام رفض السلطات الاعتراف بالاحتجاز أو تقديم معلومات حول مصير ومكان المحتجزين.

كما سلطت الكرامة الضوء على عدم تعاون العراق مع اللجنة، حيث لا يزال هناك أكثر من 150 إجراء عاجلاً بشأن المفقودين معلقة حتى يومنا هذا.

هذا الرفض للتعاون، يشير حتى الآن إلى عدم وجود الإرادة السياسية من جانب سلطات البلد لحل هذه المسألة، ما يستوجب من اللجنة استمرار دعوة الدولة الطرف بانتظام إلى التعاون بحسن نية مع الإجراء المنصوص عليه في الاتفاقية.