تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
تشعر الكرامة ببالغ القلق إزاء وضعية سبعة مواطنين سوريين قضوا عقوباتهم في السجون اللبنانية وسبق أن تم طرد ثلاثة منهم إلى سوريا بعد انتهاء مدة سجنهم. ويعتقد أن هؤلاء الأشخاص الثلاثة يوجدون حاليا رهن الاعتقال من قبل جهاز الاستخبارات العسكرية السورية في مركز الاعتقال، فرع فلسطين، وهو مركز معروف بممارسته التعذيب المنهجي والمعاملة السيئة بحق السجناء، فضلا عن ظروف الاعتقال اللا إنسانية السائدة فيه على نحو استثنائي. من جهتهم، يواجه الرعايا السوريون الأربعة المتبقين في لبنان خطر وشيك لتسليمهم إلى السلطات السورية، ومن ثم اعتقالهم تعسفا في المركز نفسه، حيث من المرجح أن يتعرضوا للتعذيب.

وللتذكير، ينتمي المواطنون السوريون السبعة إلى مجموعة أكبر تتألف من الأشخاص الذين تم القبض عليهم في لبنان في الفترة بين كانون الثاني/ يناير 2006 وتشرين الثاني 2007، وحكم عليهم بعقوبات تتراوح بين خمس وسبع سنوات سجنا، بناء على اعترافات انتزعت منهم تحت التعذيب من قبل المحكمة العسكرية في بيروت بعد محاكمة جائرة بشكل صارخ، مما يجعل احتجازهم يعتبر إجراء تعسفيا في المقام الأول.

ونظرا لدخول القانون اللبناني الجديد، الذي يقلص سنة السجن من 12 شهرا إلى تسعة أشهر، حيز التنفيذ ابتداء من 2 نيسان 2012، انتهت بذلك عقوبة هؤلاء الأشخاص على نحو مفاجئ في ذلك اليوم. وفي أوائل نيسان 2012، تم نقل أفراد المجموعة إلى مركز احتجاز الأمن العام في بلدة العدلية في محافظة بيروت، تمهيدا لترحيلهم إلى بلدهم الأصلي، سوريا. وقد تم بالفعل طرد الأشخاص المعتقلين الثلاثة التالية أسماؤهم، إلى سوريا في أيار/ مايو2012، ويعتقد أنهم محتجزون حاليا في مركز الاعتقال التابع للمخابرات العسكرية السورية، فرع فلسطين في بلدة القزاز، دمشق:

1. ألقي القبض بشكل تعسفي على السيد معاذ عبد الغني شوشة في طرابلس، لبنان، في 4 كانون الثاني 2006. وفي 22 آذار/ مارس 2010، حكم على السيد شوشة البالغ من العمر 31 عاما بسبع سنوات سجنا، قضاها في سجن رومية في لبنان. وبعد نقله إلى مركز احتجاز الأمن العام في منطقة العدلية في بيروت، تم طرده إلى سوريا في 15 أيار/ مايو 2012.

2. ألقي القبض تعسفا على السيد محمد عبد الرزاق الوفعي في بيروت في 3 كانون الثاني 2006. وفي 22 آذار/ مارس 2010، حكم على السيد الوفعي البالغ منن العمر 28 عاما بسبع سنوات سجنا، قضاها في سجن رومية في لبنان. وبعد نقله إلى مركز احتجاز الأمن العام في منطقة العدلية في بيروت، تم طرد السيد الوفعي إلى سوريا في 23 أيار 2012.

3. ألقي القبض تعسفا على السيد أحمد محمد عسيلي في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007 وحكم عليه من قبل محكمة عسكرية لمدة خمس سنوات سجنا في 6 أيلول/ سبتمبر 2010، حكما قضاه في سجن رومية في لبنان. وبعد نقله إلى مركز احتجاز الأمن العام في منطقة العدلية في بيروت، تم طرد السيد عسيلي البالغ من العمر 24 عاما إلى سوريا يوم 19 أيار/ مايو عام 2012.

بعد تنفيذ عملية الطرد باتجاه سوريا، تم احتجاز الأشخاص الثلاثة من قبل جهاز الاستخبارات العسكرية السورية، ونظرا لما يواجهونه من خطر كبير للتعذيب، وجهت الكرامة اليوم نداء عاجلا إلى المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب، وكذلك إلى غيره من الإجراءات الخاصة الأخرى للأمم المتحدة ذات الصلة، لإطلاعهم على وضع هؤلاء الأشخاص. وإننا من هذا المنطلق ندعو السلطات السورية إلى الإفراج فورا عنهم و وضع حد لاحتجازهم غير القانوني من خلال منحهم إمكانية التواصل بحرية مع عائلاتهم ومحاميهم، وتقديم المعلومات حول أسباب استمرار اعتقالهم. وفي حالة عدم توجيه أية اتهم ضدهم، فإننا نعتبر أن إطلاق سراحهم الفوري وغير المشروط يشكل الحل الوحيد المناسب.

وفي ما يلي قائمة بأسماء الأشخاص الأربعة المتبقين في مركز احتجاز الأمن العام في منطقة العدلية في بيروت الذين يتهددهم خطر الطرد الوشيك إلى سوريا، حيث يواجهون خطر التعذيب وسوء المعاملة وظروف الاعتقال غير مقبولة:

4. ألقي القبض تعسفا على السيد بورا محمد فؤاد في بيروت في 3 كانون الثاني 2006. وحكم على السيد فؤاد البالغ من العمر 38 عاما بعقوبة سبع سنوات سجنا في 22 آذار 2010، قضاها في سجن رومية في لبنان إلى أن تم نقله إلى مركز احتجاز الأمن العام في منطقة العدلية في بيروت، في بداية نيسان 2012 .

5. ألقي القبض تعسفا على السيد أحمد قوجا في بيروت في 3 كانون الثاني 2006. وفي 22 آذار حكم على السيد قوجا البالغ من العمر 28 عاما بعقوبة سبع سنوات سجنا ، قضاها في سجن رومية في لبنان إلى أن تم نقله إلى مركز احتجاز الأمن العام في منطقة العدلية في بيروت، في بداية أبريل 2012 .

6. ألقي القبض تعسفا على السيد يوسف إبراهيم درويش في 5 تشرين الأول 2006. وحكم عليه في وقت لاحق من قبل المحكمة العسكرية بخمس سنوات سجنا. وقضى السيد درويش البالغ من العمر 32 سنة عقوبته في سجن رومية في لبنان إلى أن تم نقله إلى مركز احتجاز الأمن العام في منطقة العدلية في بيروت، في بداية أبريل 2012 .

7. ألقي القبض تعسفا على السيد محمد عبد الرحيم عبد الرحيم في 19 تشرين الأول 2007. وفي 6 أيلول 2010، حكم على السيد عبد الرحيم البالغ من العمر 29 عاما بعقوبة خمس سنوات سجنا قضاها في سجن رومية في لبنان إلى أن تم نقله إلى مركز احتجاز الأمن العام في منطقة العدلية في بيروت، في بداية نيسان 2012 ..

من الواضح أن هؤلاء الأشخاص الأربعة سيواجهون لا محالة خطر التعذيب وسوء المعاملة، في حالة اتخاذ السلطات اللبنانية قرار إعادتهم إلى سوريا. وكون أن ذلك يشكل انتهاكا لالتزاماتها بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب، تدعو الكرامة السلطات اللبنانية لوقف جميع الإجراءات ذات الصلة بعملية طرد الرعايا السوريين الأربعة. وقد أبلغت الكرامة مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعذيب عن حالة هؤلاء الأشخاص الأربعة في 25 أيار/ مايو 2012.