السعودية: اعتقال عشرات المدافعين عن حقوق الإنسان ورجال الدين والأكاديميين في حملة غير مسبوقة على حرية الرأي والتعبير

.

رفعت الكرامة في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2017، العديد من حالات الاحتجاز التعسفي إلى المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير في الأمم المتحدة، ديفيد كاي، معربة عن قلقها إزاء حملة القمع التي تمارسها السلطات السعودية ضد المعارضة السلمية في المملكة.

شهدت المملكة العربية السعودية منذ أيلول\سبتمبر 2017، حملة قمع غير مسبوقة على حرية الرأي والتعبير، استهدفت عشرات الشخصيات العامة والناشطين الذين اعتقل معظمهم بسبب معارضتهم لسياسة الحكومة أو عدم تأييدهم علنا للحصار الذي فرضته السعودية على قطر.

وأحالت الكرامة إلى المقرر الخاص قضية الداعية السعودي المعروف سلمان العودة، الذي اعتقل في 9 سبتمبر/أيلول مع بداية الحملة، بعد أن غرّد في سياق الأزمة الدبلوماسية الخليجية، على حسابه في تويتر الذي يضم 14 مليون متابع، معبراً عن فرحه للاتصال الذي جرى بين أمير قطر وولي العهد السعودي. وكتب "..اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم."

فكانت تلك التغريدة سبباً كافياً لاعتقاله من منزله بالرياض في اليوم التالي، على يد عناصر من جهاز "رئاسة أمن الدولة" (المباحث)، نفذوا مهمتهم بملابس مدنية ولم يبرزوا مذكرة اعتقال. لايزال مكان احتجاز العودة مجهولا حتى اللحظة؛ مع إصرار السلطات على عدم الكشف عن أية معلومة عن مكان احتجازه وحرمان أقاربه من حقهم في التواصل معه.

لم تكتف السلطات السعودية بذلك بل عمدت، إزاء مطالبة أسرة الداعية بالكشف عن مصيره، إلى اعتقال أخيه خالد، في 12 سبتمبر/أيلول، وفرضت حظر السفر على كامل أفراد عائلته.

اتسعت دائرة القمع عقب اعتقال العودة وارتفع عدد الناشطين والأكاديميين وعلماء الدين المستهدفين، فطالت مدافعين بارزين عن حقوق الإنسان منهم عبدالعزيز الشبيلي وعيسى الحامد، وهما من الأعضاء المؤسسين لجمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية (حسم). كذلك اعتقل الخبير الاقتصادي المعروف عصام الزامل، على خلفية انتقاده خطة الإصلاح الاقتصادي في السعودية "رؤية السعودية 2030" برعاية ولي العهد الجديد محمد بن سلمان.

وقد وصفت السلطات السعودية حملة الاعتقالات المستمرة - المرتبطة بأزمة الخليج الحالية والتغييرات الرئيسية في ميزان القوى داخل الأسرة الحاكمة – بأنها تصب في مصلحة الأمن العام للبلاد.

وفي11  سبتمبر/أيلول، صدر عن جهاز رئاسة أمن الدولة بيان جاء فيه أن هدف موجة الاعتقالات هو حماية المجتمع، وقد "تمكنت خلال الفترة الماضية من رصد أنشطة استخباراتية لمجموعة من الأشخاص لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة ومصالحها ومنهجها ومقدراتها وسلمها الاجتماعي بهدف إثارة الفتنة والمساس باللحمة الوطنية."

تتابع الكرامة بقلق حملة الاعتقالات غير المسبوقة التي تقوض الحق في حرية الرأي والتعبير. لذلك فقد طالبت بتدخل المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، لدى السلطات السعودية ودعوتها للإفراج الفوري عن جميع المحتجزين تعسفاً نتيجة لتعبيرهم السلمي عن آرائهم، ورفع القيود عن هذا الحق الأساسي في البلاد.

لمزيد من المعلومات

الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني: media@alkarama.org

أو مباشرة على الرقم: 0041227341008