السعودية: مقتل الضابط اليمني الشمساني تحت التعذيب عقب اعتقاله من طرف الجيش السعودي

shamsani

راسلت الكرامة بتأريخ 12 نوفمبر 2019، المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفاً، أغنيس كالامار، بشأن مقتل الشاب اليمني إبراهيم الشمساني، تحت التعذيب في أحد سجون المملكة العربية السعودية، وفقاً لما أثبته تقرير الطبيب الشرعي.
والسيد إبراهيم محمد مهيوب سعيد الشمساني، من مواليد محافظة تعز اليمنية، يبلغ من العمر 35 عاما، ويعمل برتبة ملازم أول في قوات خفر السواحل اليمنية، شارك في العمليات العسكرية ضد جماعة الحوثيين، وتولى أكثر من مهمة شرطية في حماية الموانئ اليمنية، وعين مديرا للاتصالات في ميناء الحديدة، والتحق ضمن الدفعة الأولى للتدريب في منطقة جازان جنوب المملكة وحصل على شهادات في العديد من الدورات العسكرية.
ألقي القبض على الشمساني في جزيرة ميون اليمنية المطلة على مضيق باب المندب واقتيد إلى بارجة سعودية ومنها إلى أحد السجون في جازان جنوب المملكة.
لا تعرف أسرته متى تم القبض عليه، لكنها تفيد بأن آخر تواصل له معها كان عبر اتصال هاتفي أثناء خدمته العسكرية في جزيرة ميون، بتأريخ 17 يونيو 2019.
وفي تأريخ 31 يوليو 2019 تفاجأت أسرته برسالة من أحد الضباط اليمنيين تفيد بأنهم تلقوا مذكرة من الاستخبارات السعودية بانتحار الضحية شنقا في سجن جازان، بينما لم تكن أسرته تعرف قبل ذلك أنه معتقل لدى السعوديين.
طبقا لإفادة زملائه، فقد جاء ضباط سعوديون وألقوا عليه القبض أثناء خدمته في جزيرة ميون، بالتواطؤ مع ضباط يمنيين، وقاموا بتغطية وجهه، ثما اقتادوه إلى متن بارجة سعودية تابعة للأسطول الغربي البحري في المياه الإقليمية، ومنها إلى أحد السجون السعودية التابعة للبحرية السعودية في جازان.
شرعت أسرته فور تلقيها بلاغا بمزاعم انتحاره في سجن جازان السعودي، في المطالبة بجثمانه، لكن السلطات السعودية تلكأت، وبعد ضغوط بذلتها أسرته وتدخل قيادات عسكرية يمنية سمح لهم بتسلم جثته في عدن في تأريخ 19 سبتمبر 2019.
قامت أسرته بعرضه على الطبيب الشرعي الذي أجرى معاينة للجثة، وأصدر بدوره تقريرا، يؤكد تعرضه للتعذيب، حصلت الكرامة على نسخة من تقرير الطب الشرعي، كما حصلت على صور مفزعة تظهر آثار التعذيب على أطراف الضحية، من بينها نزع الأظافر، وكدمات على باطن القدمين نتيجة الضرب، فيما يفيد تقرير الطب الشرعي أن وفاة الشمساني كانت ناتجة عن خنق بآلة حادة.
"لا تعرف أسرته سببا للاعتقال والتعذيب حتى الوفاة، لكن من المحتمل حسب شهادات بعض زملائه أنه كان لدى السعوديين شكوك في تقديمه معلومات لجماعة الحوثيين"، يقول المحامي رشيد مصلي المدير القانوني للكرامة.
ويضيف مصلي: "هذه الحادثة تضاف إلى سجل انتهاكات مروعة تمارسها السلطات السعودية بحق الضحايا، وتنم عن سلوك ممنهج في ازدراء القانون وحقوق الآدميين".
عمدت أسرة الشمساني إلى نشر القضية في وسائل الإعلام وتحولت قضيته إلى قضية رأي عام، وتعبر من خلال الكرامة عن مطالبها في محاسبة المسؤولين عن جريمة التعذيب حتى الوفاة وتحميل الحكومة السعودية المسؤولية.
يقول يوسف الشمساني شقيق الضحية: "ندعوكم أن تعملوا اللازم للتعريف بقضيته والتحقيق فيها ونصرته ومعرفة الجناة ومن وراء تصفيته بهذه الطريقة البشعة"، وتطالب أسرة الشمساني بـ" جبر الضرر المعنوي والمادي لعائلته وطفله اليتيم، وصرف مستحقاته، كونه يعمل في الخدمة العسكرية بمصلحة خفر السواحل، ضمن القوت المشتركة اليمنية السعودية".
وكانت أسرته نظمت وقفة احتجاجية عقب تشييع جثمانه شارك فيها المئات من أبناء قريته ومحافظته تعز أمام مبنى السلطة المحلية في تعز للمطالبة بمخاطبة الجهات السعودية وتسليم الجناة للجهات المتخصصة والوقوف مع دم ولدهم المهدور.
ويشهد اليمن انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان منذ قرابة خمس سنوات، وتتهم مختلف أطراف النزاع في التورط بانتهاكات ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، طبقا لفريق الخبراء البارزين الدوليين والإقليميين بشأن اليمن.

الكرامة 20/11/2019