السعودية: عبد الله النعيمي معتقل سابق بسجن غوانتانامو يقبع منذ 13 شهراً بالسجون السعودية

AbdullahAL-NUAIMY

عبد الله ماجد الصياح النعيمي
يبدو أن الاعتقال التعسفي لآلاف الأشخاص بالسجون السعودية حاليا ما هو إلا امتداد لمعتقل غوانتانامو السيئ السمعة. و ما السعودية إلا نموذج لما يجري بدول الخليج في إطار ما يسمى بمكافحة الإرهاب. حيث صار الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري وما إلى ذلك من الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، التي تتعارض وقوانينها الداخلية، سلوكا عاديا بالنسبة للسلطات التي ضربت عرض الحائط المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان.

وخير مثال على ذلك قضية المواطن البحريني السيد عبد الله ماجد الصياح النعيمي الذي كان معتقلا بسجن غوانتانامو ، وأطلق سراحه خلال سنة 2005. وبسب الظلم والحيف الذي عاناه هناك ، قرر تكريس جهده للدفاع عن باقي المعتقلين بالسجن المذكور. إلا أن هذا أزعج سلطات بعض الدول المجاورة، ليتم القبض عليه وإخفاءه من طرف السلطات السعودية أثناء عبوره للحدود البحرينية السعودية خلال شهر أكتوبر من سنة 2008. ولم يظهر إلا في شهر أبريل من السنة الجارية.

وللتذكير فإن منظمة الكرامة كانت قد رفعت نداءا عاجلا إلى فريق العمل المعني بالاختفاء القسري. إلا أن السلطات السعودية لم تكلف نفسها عناء محاكمته أو إطلاق سراحه. كما رفعت المنظمة شكوى إلى المقرر الخاص المعني بالاعتقال التعسفي، بعدما ظهر بسجن الدمام، حسب المعلومات التي توصلت بها منظمة الكرامة. ولغاية كتابة هذه السطور ما زال السيد عبد الله النعيمي لم يعرف أي إجراء قانوني أو حتى سبب اعتقاله.

وحالة السيد عبد الله ما هي إلا واحدة من آلاف الحالات التي تعرفها السجون السعودية المكتظة بالمعتقلين الذين لم توجه لهم تهم أو عرضوا أمام القضاء. وقد أصدرت السلطات السعودية خلال شهر يوليو 2009 أحكاما على أكثر من 300 معتقل بتهمة الإرهاب، في محاكمات سرية شكلية لم تحترم فيها أدنى حقوق المعتقلين.

وليس منتظرا أن تعترض أمريكا ولا المملكة المتحدة على ما يجري في المملكة العربية السعودية، خاصة وأنهما باركتا البرنامج السعودي لإعادة "التأهيل" لمعتقلي غوانتانامو السابقين. والذي عرف (حسب المسؤولين) "نجاحا" لدرجة رغبة الدول المجاورة في استيراده.