السعودية: السيد عبد الله النعيمي، المعتقل السابق في غوانتانامو، يتعرض للاختفاء القسري

abdullahnuaimy_bahrein.jpg السيد عبد الله النعيمي، مواطن بحريني، اعتقل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في معسكر خليج غوانتانامو لأكثر من 04 سنوات قبل أن يطلق سراحه في 05 تشرين الثاني / نوفمبر 2005، دون محاكمة. وفي طريقه برا إلى المملكة العربية السعودية، يوم 29 أكتوبر 2008، تعرض لعملية التوقيف عند المركز الحدودي، واختفت أثاره، منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وقد توجهت الكرامة بشكوى إلى فريق العمل المعني بحالات الاختفاء القسري، والمقرر الخاص المعني بالتعذيب والممثل الخاص المعني بالمدافعين عن حقوق الإنسان، تلتمس منهم التدخل العاجل لدى السلطات السعودية بهذا الشأن.

ويبلغ السيد عبد الله ماجد صياح النعيمي 26 سنة من العمر، يقيم في البحرين. وفور الإفراج عنه من معسكر غوانتانامو، قام بتشكيل لجنة هدفها دعم معتقلي غوانتانامو، كما أنه قام بنشاط حثيث، خاصة في ميدان حقوق الإنسان في بلده، وتعاون مع العديد من المنظمات غير الحكومية في مجال حقوق الإنسان.

وكانت السلطات في بلاده، منعته من السفر خارج البلد، حتى الآونة الأخيرة حيث رفع عنه هذا الحظر في شهر أيلول / سبتمبر 2008.

وفي هذه الظروف تحديدا، توجه برا في 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2008 على الساعة 12:00، في طريقه إلى المملكة العربية السعودية برفقة أحد الأصدقاء، وعند نقطة التفتيش الحدودية لجسر الملك فهد، الفاصل بين البلدين، ألقت عليه مصالح الأمن السعودية القبض، واقتادته إلى مكان مجهول.

ووفقا للشاهد الذي رافقه في السفر ولم يطاله الاعتقال، فإن عناصر الأمن التي أوقفت السيد النعيمي لم تقدم أي سبب يبرر ذلك التوقيف ولم تستظهر أمرا قضائيا بهذا الشأن.

وتم إبلاغ أسرة السيد النعيمي في نفس اليوم وظنت في بادئ الأمر أن الأمر مجرد عملية مراقبة بسيطة، سوف يتم على إثرها الإفراج عنه، لكنها بعد أيام من الانتظار، لم تجد بدا من القيام بمساعي لدى السلطات في البحرين، التي تربطها اتفاقات أمنية ثنائية مع المملكة العربية السعودية.

كما تمكن السيد النعيمي من الاتصال بزوجته عن طريق الهاتف لبضع ثوان، في حدود 20 كانون الأول/ ديسمبر 2008 ليبلغها أن المصالح الأمنية في المملكة العربية السعودية قد اعتقلته ولكنه لا يعرف مكان احتجازه على وجه الدقة.

 واتصلت أسرته بشكل خاص بالوزارة الخارجية في البحرين، والسفارة السعودية في المنامة، وسفارة البحرين في الرياض، غير أنها لم تتلق أي معلومات أو توضيحات من قبل سلطات المملكة العربية السعودية. وفي الآونة الأخيرة، أبلغتها وزارة خارجية البحرين، أن السلطات السعودية لا تعترف بأمر احتجازه، نافية الخبر من أصله مما زاد من قلق زوجته وعائلته على نحو كبير، لاسيما أنها تجهل تماما المصير الذي ينتظره، فضلا عن طبيعة المعاملة التي يتعرض لها حاليا.

وفي ضوء ذلك، وفي ظل هذه الظروف، يكون السيد النعيمي، بصورة لا تحتمل أدنى شك، ضحية للاختفاء القسري، بما أنه تم اعتقاله من قبل موظفين رسميين، بالإضافة إلى إصرار هذه السلطات رفض الاعتراف باعتقاله، ومن ثم الكشف عن المصير الذي ينتظره، والمكان الذي يتواجد فيه.