السودان: اختطاف واختفاء مدافع عن حقوق الإنسان على يد أفراد جهاز الأمن والمخابرات الوطني

في 16 مارس 2017 أرسلت الكرامة والتحالف العربي من أجل السودان نداء عاجلا إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو اللاطوعي بشأن حافظ إدريس الدومة عبد القدير، ناشط حقوقي يدافع عن النازحين داخليا في السودان، الذي قام أفراد من جهاز الأمن والمخابرات الوطني بالقبض عليه دون إذن قضائي. ويدخل هذا الاعتقال في إطار الحملة الشرسة التي تقودها الأجهزة الأمنية السودانية ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين بسبب ممارستهم لحقوقهم المدنية والسياسية. لم تجد المساعي التي قام بها أقاربه لدى السلطات في الحصول على معلومات عن مصيره ومكان تواجده. ويخشون من تعرضه للتعذيب وسوء المعاملة أثناء اعتقاله في السر انتقاما منه على نشاطه الحقوقي.

في 24 نوفمبر 2016 ألقى أفراد من جهاز الأمن والمخابرات الوطني القبض على حافظ إدريس بمدينة أم درمان بمحافظة الخرطوم التي توجه إليها لأسباب صحية. لم يظهروا له أي أمر بالقبض أو يقدموا له تبريرا للأسباب وأخدوه عنوة إلى مكان مجهول. ولم تبلغ السلطات إلى اليوم أفراد أسرته بأية معلومات عن حالته الصحية أو مصيره ومكان احتجازه والأسباب وراء اعتقاله.

ويبدو حسب المعلومات التي وثقتها الكرامة والتحالف العربي من أجل السودان أن الضحية محتجز بسجن كوبر بالخرطوم. كما أن أسرته قلقة على سلامته وتخشى من تعرضه للتعذيب على يد جهاز الأمن والمخابرات الوطني الذي يتمتع أفراده بصلاحيات واسعة في اعتقال واحتجاز الأشخاص وإساءة معاملتهم دون احترام أي إجراءات قانونية أو حقوق أو ضمانات وتقديمهم للمحاكمات الجائرة خصوصا النشطاء منهم والمعارضين.

تقول خديجة نمار المسؤولة القانونية عن منطقة النيل وشمال إفريقيا بالكرامة " الاستخفاف بأبسط حقوق الإنسان واحتجاز الأشخاص في السر وعزلهم الكامل عن العالم الخارجي يرقى إلى جريمة الاختفاء القسري التي تعتبر من أبشع الانتهاكات" وتضيف "طالما يخول قانون قانون الأمن الوطني لسنة 2010 لجهاز الأمن والمخابرات الوطني سلطة القبض على الأشخاص واحتجازهم لفترات طويلة خارج أية مراقبة قضائية مستقلة، سيظل المدافعون عن حقوق الإنسان مثل حافظ إدريس يعيشون في خوف دائم من انتقام السلطات بسبب ممارسة لنشاطهم السلمي والمشروع".

وما حافظ إدريس إلا واحد من ضحايا التوقيف التعسفي والاحتجاز في السر والتعذيب التي يمارسها جهاز الأمن والمخابرات الوطني على نطاق واسع ضد المدافعين عن حقوق الإنسان وأعضاء المعارضة. ففي ديسمبر 2016 ألقى هذا الجهاز القبض على تسنيم أحمد طه الزكي ونورة عبيد واحتجزهما في السر عدة أسابيع ولم يفرج عنهما إلا في 13 مارس 2017. وقد استهدفت المرأتين أيضا بسبب نشاطهما الحقوقي، فبينما الأولى محامية كانت الثانية تعمل مع الحقوقي البارز مضوي إبراهيم آدم مضوي الذي لا زال معتقلا بمعزل عن العالم الخارجي. كما ألقي القبض في يناير 2017 على محمد الأمين عمر موسى، أحد قياديي الحزب الوحدوي الناصري "حشد" وعضو الهيئة العامه بتحالف قوى الإجماع الوطني، بسبب ممارسته حقه المشروع في حرية التعبير.

دعت الكرامة والتحالف العربي من أجل السودان الفريق العامل الأممي إلى التدخل لدى السلطات السودانية ومطالبتها بإبلاغ أسرة حافظ إدريس بمصيره ومكان تواجده ووضعه تحت حماية القانون وضمان سلامته البدنية والنفسية والإفراج الفوري عنه. وتذكر الكرامة والتحالف العربي من أجل السودان السلطات السودانية بالتزاماتها الدولية وتدعوانها إلى وقف حملتها القمعية ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين.

لمزيد من المعلومات

الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني: media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم: 0041227341008