العراق: اعتقال وتعذيب مدافعين عن حقوق الإنسان بسبب توثيقهم لحالات الاختفاء القسري
في آذار/مارس عام 2016، تمّ اعتقال وتعذيب المدافعَين عن حقوق الإنسان عماد عمارة وفيصل التميمي بسبب عملهما على توثيق حالات الاختفاء القسري في العراق. وقد رفعت الكرامة بالاشتراك مع الجمعية مع الكرامة، قضيتهما إلى آليات حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
عشية 6 آذار/مارس، كان كل من عمارة والتميمي، المتطوّعان في جمعية وسام الإنسانية غير الحكومية التي تعنى بحقوق الإنسان، في طريقهما لزيارة أسر بعض ضحايا الاختفاء القسري عندما أوقفهما أفراد من القوات العسكرية العراقية عند نقطة تفتيش قريبة من ساحة باب المعظم في بغداد. بعد تفتيش سيارتهما، ألقي القبض على التميمي وعمارة واقتيدا مكبلي الأيدي معصوبي العينين إلى وجهة مجهولة. وهناك تعرضا للضرب والإهانة والتهديد بالقتل، وجرى استجوابهما لمدة ساعتين تقريبا عن طبيعة عملهما مع أسر ضحايا الاختفاء القسري، ثمّ أفرج عنهما في بغداد في وقت متأخر من تلك الليلة.
استمرار مضايقات المدافعين عن حقوق الإنسان
تعرب الكرامة عن قلقها إزاء هذه الأعمال الانتقامية، وتذكر أن أعضاء آخرين في الجمعية وقعوا أيضا ضحية لأعمال الانتقامية، منهم مؤسسها سلام الهاشمي؛ الذي منعه ضباط أمنيون في 7 أيلول/سبتمبر 2015 من المشاركة عبر الفيديو في مؤتمر إلى جانب خبراء من اللجنة المعنية بحالات الاختفاء القسري في الأمم المتحدة لإطلاعهم على الوضع في العراق. بعد ثلاثة أيام، وأثناء تواجده في مقهى يرتاده عادة لعقد اجتماعاته الخاصة بعمل الجمعية، هدده اثنان من أعضاء الفوج الرئاسي مما قد يتعرض له لو استمر في نشاطه هذا. إضافة إلى ذلك، ألقي القبض في 18 أيلول/سبتمبر 2015، على اثنين من أعضاء جمعيته من قبل أفراد من القوات العسكرية؛ الذين كبلوا أيديهما وعصبوا أعينهما وقادوهما إلى جهة مجهولة حيث عانوا من الإهانة والضرب المبرح، انتقاماً منهما على عملهما في توثيق حالات الاختفاء القسري وتقديمها إلى آليات الأمم المتحدة. في الآونة الأخيرة، وتحديداً في كانون الأول/ديسمبر 2015، صدر أمر بالقبض على الهاشمي نفسه بـتهمة "الإرهاب".
على ضوء هذه الأحداث، دعت الكرامة مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان السيد ميشيل فورست، للتدخل العاجل لدى السلطات العراقية ومطالبتها بالوقف الفوري لجميع المضايقات ضد المدافعين عن حقوق الإنسان، وضمان أمنهم حتى يتسنى لهم القيام بعملهم.
يتوجب على السلطات العراقية المختصة فتح تحقيق في مزاعم تعذيب التميمي وعمارة، ومتابعة مرتكبي هذا الجرم. وتذكر الكرامة العراق بأن مجلس حقوق الإنسان سبق وأدان جميع الأعمال الانتقامية ضد الأشخاص الذين يتعاونون مع الأمم المتحدة، ودعا الدول الأطراف إلى "توفير الحماية الكافية من الترهيب أو الانتقام للأفراد وأعضاء الجماعات الذين يسعون إلى التعاون أو تعاونوا فعلاً مع الأمم المتحدة".
لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم 08 10 734 22 41 00