الكرامة تخلد اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري وتدعو الحكومات العربية إلى القضاء على هذه الممارسة الشنيعة

.

تغتنم الكرامة مناسبة اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري الذي يصادف 30 آب/أغسطس، لتعرب عن قلقها إزاء مصير الضحايا المختفين قسراً على امتداد العالم العربي، وتدعو الدول العربية إلى احترام التزاماتها الدولية.

تنظر الكرامة بقلق بالغ إلى تفشي ممارسة الاختفاء القسري في عالمنا العربي، وترى في هذا اليوم فرصة لحثّ جميع الدول على احترام حق كل فرد في "الحياة والحرية وفي الأمان على شخصه"، على النحو المنصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

كما تدعو الكرامة أيضاً جميع دول المنطقة إلى احترام مبادئ الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، رغم أن غالبيتها لم تصادق عليها بعد. وتكرّس هذه الاتفاقية "حق الضحية في معرفة الحقيقة بشأن ظروف الاختفاء القسري وسير التحقيق ونتائجه ومصير الشخص المختفي".

وتعتبر الكرامة إلى أن الحالات التي ستتطرق إليها تجسّد جميع الانتهاكات التي تطال الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري في العالم العربي:

قضية أسرة ياسين: واحدة من بين مئات حالات الاختفاء القسري التي وثقتها الكرامة منذ بداية الأحداث في سوريا. حيث ألقت المخابرات العسكرية السورية في 9 و 11 آذار/مارس 2013 القبض على كامل أفراد عائلة ياسين بمنزلهم في دمشق، ليختفي منذ ذلك الحين أثر كل من رانيا وعبد الرحمن وأولادهم الستة: ديما وانتصار ونجاح وعلاء وأحمد وليان، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و 15 سنة، ليبقى مصيرهم مجهولا حتى اليوم.

مجاهد الهمداني: اختفى المواطن اليمني مجاهد محمد أحمد الهمداني عقب اعتقاله مطلع كانون الثاني/يناير 2015 على أيدي أفراد من قوات الأمن العسكري الخاصة (التابعة لحكومة هادي منصور). استطاع إبلاغ أسرته بإيجاز بالقبض عليه، وكان ذلك آخر اتصال معه. قررت عائلته تقديم شكوى بشأن اختفائه، لكن ذلك كان مستحيلاً نظراً لغياب أي سلطة قضائية بعد أن فقدت حكومة هادي السيطرة على المنطقة.

الأخضر بوزنية: كان الأخضر بوزنية، البالغ من العمر 38 عاماً، يعمل وقت القبض عليه مدرّسا للأدب العربي وأحد الشخصيات السياسية البارزة في صفوف الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر. تمّ توقيفه في 24 أيار/مايو 1993، عند حاجز تفتيش في ولاية الجيجل. ولم يظهر للمرة الأولى إلا بعد شهر من توقيفه عندما أحيل إلى قاض التحقيق في محكمة الملية. أمّا آخر مرة شوهد فيها فكانت يوم نقله إلى سجن قسنطينة في 27 أكتوبر/تشرين الأول 1993 لمحاكمته. في 31 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، نشرت بعض الصحف أخباراً تفيد بقضاء قوات الأمن الجزائرية على 11 إرهابياً، من بينهم شخص يدعى الأخضر بوزنية. عبثاً كانت محاولات عائلته الاستفسار عن مكان اعتقاله طيلة تلك الفترة، كما امتنعت السلطات الجزائرية عن إصدار شهادة وفاة باسمه أو نشر أي بيان رسمي حول مصيره.

جلال الشحماني: ليل 22 سبتمبر/أيلول 2015، ألقي القبض على جلال الشحماني، صاحب مطعم وناشط حقوقي في بغداد، على يد عناصر تابعة لقوات الحشد الشعبي العراقي، ليختفي أثره منذ ذلك الحين. كان الشحماني أحد المنظّمين البارزين للاحتجاجات ضد الفساد التي نظّمت في بغداد صيف العام 2015، ويعتقد أقاربه أن نشاطه الحقوقي هو السبب وراء اختفاءه.  وإلى اليوم لم يتوصلوا بأية معلومات رسمية حول مصيره.

أحمد جمال الدين طاهر: ألقي القبض على أحمد جمال الدين طاهر، 34 عاماً، في 21 أيلول/سبتمبر 2016، عند حاجز الشيخ زايد في مدينة 6 أكتوبر في القاهرة. وفي 12 تموز/يوليو 2016، أصدرت محكمة أسوان العسكرية في حقه حكما غيابياً بالسجن لمدة 25 عاماً بتهمة "تفجير نقطة شرطة كيما". وعقب اختفائه، حاولت عائلته الاستفسار عنه لدى عدة جهات، من بينها النائب العام ووزارة الداخلية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، لكن محاولاتها باءت جميعها بالفشل، وما زال أحمد مفقوداً منذ عام تقريباً.

وتجدد الكرامة دعوتها إلى السلطات الحكومية المسؤولة عن حالات الاختفاء القسري إلى الإعلان عن مكان احتجاز الضحايا والكشف عن مصيرهم وفي كل الأحوال وضعهم تحت حماية القانون. وتحثّ جميع الدول العربية التي لم تصادق بعد على الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، على القيام بذلك دون مماطلة، واحترام الأحكام الواردة في الاتفاقية.

لمزيد من المعلومات

الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org

أو مباشرة على الرقم 0041227341007