تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
عبد السلام سليم البالغ من العمر 37 عاما،  وعمر اكبر، البالغ من العمر 35 عاما، موطنان مسلمان من الويغور الصينيين، ألقي عليهما القبض في شهر حزيران/ يونيو من عام 2008 في دبي رفقة زوجتيهما من قبل قوات أمن الدولة.  وبعد قضائهما سنتين رهن الاعتقال في الحبس الانفرادي، تم الحكم عليهما وإدانتهما  من قبل المحكمة العليا الفدرالية في حزيران/ يونيو ، بعقوبة سجن لمدة عشر سنوات على ارتكابهما جريمة ذات الصلة بالإرهاب، علما أن هذا القرار غير قابل للطعن، وبعد إحالة هذه القضية إلى فريق العمل المعني بالاعتقال التعسفي التابع للأمم المتحدة، اعتمد هذا الأخير في  فاتح أيلول/ سبتمبر 2011 قراره رقم 34/2011 يؤكد فيه المواصفات المتضمنة في شكوى الكرامة المؤرخة فاتح تشرين الأول/أكتوبر 2009، و19 آب/أغسطس 2011 فيما يتعلق بالطابع  التعسفي لاعتقالهما، ويدعو فيه السلطات الإماراتية لإطلاق سراحهما  وتعويضهما.

وفي هذا الصدد تجدر الإشارة أنه طوال فترة اعتقالهما، انتهِك حقهما في محاكمة عادلة، كما تعرضا، ومنذ الأشهر الأولى بعد إلقاء القبض عليهم،  للتهديد بالترحيل إلى الصين، في حالة رفضهما التوقيع على اعترافات كاذبة، أي ترحيلهما إلى بلد يواجهان فيه خطر الحكم بالإعدام وخطر تنفيذ هذا الحكم أيضا، كما أجبرا على الاعتراف بمشاركتهما في "التخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية في دولة الإمارات العربية المتحدة"، وبذلك سجنا بناء على اتهامات كاذبة ترتبط بالإرهاب.  وبعد احتجازهما لفترة طويلة في الحبس الانفرادي في مقرات تابعة لأجهزة محلية لأمن الدولة، نقلا إلى سجن الوثبة. ولم تصدر المحكمة العليا الاتحادية حكمها إلا بعد سنتين من الاعتقال من دون أي إجراءات قضائية. و بالإضافة إلى ذلك،  لم يتلقيا أية مساعدة قانونية، بما يشكل انتهاكا لقانون الإجراءات الجنائية، هذا فضلا عن الحكم عليهما دون تمكينهما من حقهما في الحصول على مترجم أثناء المحاكمة.

وبعد تذكير فريق العمل الأممي بالمعلومات المتعلقة باحتجاز الضحايا،  أعرب هذا الأخير عن أسفه، كون أن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة  "لم تقدم في ردها المعلومات اللازمة لدحض ما أوردته الكرامة" بشأن الاعترافات الكاذبة التي تكون قد انتزعت منهما  تحت وطأة التعذيب، بالإضافة إلى انتهاك الحق في المحاكمة العادلة.

ومن هذا المنطلق، خلص خبراء الأمم المتحدة إلى  أن اعتقال المواطنين الويغور، يتعارض مع المادتين 9 و 10 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وفي هذه الحالة يعتبر عدم الامتثال للمعايير الدولية المتعلقة بالحق في محاكمة عادلة، أمرا "خطيرا للغاية، لدرجة أن حرمانهما  من الحرية يكتسي  طابعا تعسفيا"، وفقا للفئة الثالثة التي وضعها فريق العمل.

كما اعتبر الخبراء أنه من المناسب جدا تذكير السلطات الإماراتية بأنها حتى لو لم تكن طرفا في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية،  يجب عليها أن تحترم مسألة حظر الاحتجاز التعسفي، المكرس بموجب القانون الدولي العرفي كقاعدة من القواعد الآمرة، وحث فريق العمل بهذه المناسبة السلطات المعنية  على التصديق على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم 0041227341007