تقرير جديد: سياسة القصف بطائرات الدرونز الأمريكية في اليمن تخلف أثارا نفسية خطيرة على المدنيين وتشكل سابقة خطيرة للمجتمع الدولي

.

أطلقت الكرامة في 24 يونيو 2015، تقريرا جديدا في ندوة على الشبكة يوضح مشاعر السخط عند المدنيين في اليمن والآثار النفسية العميقة التي تخلفها سياسة القصف بطائرات الدرونز الأمريكية ، والسابقة الخطيرة التي تشكلها هذه السياسة بالنسبة للمجتمع الدولي بانتهاكها للحقوق الأساسية والضمانات في سرية تامة بعيدا عن أية مساءلة.

يرتكز التقرير على دراسة قامت بها الكرامة، بالتعاون مع المنظمة الوطنية لضحايا الدرونز باليمن، في الفترة الممتدة من يوليو إلى سبتمبر 2014، تشمل عينة من الأشخاص يعيشون في المناطق المعرضة للقصف بطائرات الدرونز الأمريكية، لتقييم انتشار اضطرابات ما بعد الصدمة (Post-Traumatic Stress Disorder PTSD) لدى المدنيين، ولتأكيد أن مجرد العيش تحت تهديد الطائرات بدون طيار يخلف آثارا نفسية عميقة.

الهدف من التقرير الذي جاء تحت عنوان  "Traumatising Skies: U.S. Drone Operations and Post-Traumatic Stress Disorder PTSD (سماء الرعب، عمليات الدرونز الأمريكية، واضطرابات ما بعد الصدمة لدى المدنيين في اليمن حاليا متوفر باللغة الإنجليزية فقط)، الهدف منه هو ملأ الفراغ الموجود في الدراسات التي تتطرق إلى عمليات الدرونز. وهذا لتقرير هو الأول من نوعه الذي يركز أساسا على الآثار الكارثية التي تخلفها سياسة عمليات الدرونز الأمريكية على الصحة النفسية على مجتمعات برمتها.

تقول خديجة نمار المسؤولة القانونية عن منطقة الخليج بالكرامة التي قامت بإعداد هذا التقرير " كان الغرض من دراستنا معرفة "إذا كانت أعراض "اضطرابات ما بعد الصدمة" تصيب المدنيين الذين يعيشون تحت خطر الدرونز يحملون سواء فقدوا قريبا لهم في قصف بهذه الطائرات أم لا. إذا كان الأمر كذلك، سيتضح لنا أن العيش فقط تحت خطر هذه الطائرات له عواقب نفسية وخيمة، تشبه تلك التي يخلفها فقدان قريب في قصف بالدرونز".

وأظهرت النتائج بما لا يدع مجالا للشك أن الصدمة متفشية بين السكان المدنيين، بسبب ترقبهم المستمر للقصف، وعدم معرفتهم بأسباب استهداف أحد أقربائهم، وجهلهم للسلوك الذي يجب على مدني يمني اتخاذه أو تجنبه حتى لا يستهدف كإرهابي، وجهلهم أيضا سبب استهداف أحد أقاربهم أو معاريفهم، وغياب سبل تحقيق العدالة والانتصاف. اتضح من البحث أن المدنيين يعانون من العديد من أعراض اضطرابات ما بعد الصدمة ، كالحزن العميق 94%، القلق والخوف الدائمين 92%، الأرق ومشاكل النوم 83% ، ناهيك عن أعراض الاكتئاب.

بالإضافة إلى ذلك أن جل الذين شملتهم الدراسة عبروا عن غضبهم وخيبتهم من الحكومتين اليمنية والأمريكية، وهي المسألة التي أثارها الدكتور مختار الحق، رئيس قسم الطب النفسي بمستشفى ليدي ريدينغ ببشاور بباكستان، الذي قام بدراسة حول الصدمة التي يعيشها المدنيون الذين تعرضو للقصف بالدرونز في وزيريستان، شبيهة بتلك التي تطرقت لها الكرامة. وفي هذا الصدد يقول الدكتور مختار الحق " الأطفال توقفوا عن الذهاب إلى المدرسة، ويسألون باستمرار لماذا يقصفون؟ ومن يقصفهم، ودخلوا في عصيان وأصبحوا أكثر تطرفا".

أما مارجوري كون (Marjorie Cohn)، مؤلفة "درونز والقتل المستهدف: المسائل القانونية والأخلاقية والجيوسياسية، الرئيسة السابقة للنقابة الوطنية للمحامين، والأستاذة بمدرسة توماس دجيفيرسون للقانون، فقد ذَكَّرت بشخص يدعى فيصل شاهزاد، "قال للقاضي أثناء محاكمته بتهمة محاولة تفجير قنبلة في تايم سكوير بنيويورك، عندما تقصف طائرات الدرونز لا ترى الأطفال، وهو ما دفعه إلى محاولة قتل الأمريكيين". وأضافت مارجوري " أعتبر أن حرب أوباما بطائرات الدرونز تعطي نتائج عكسية، أعتقد أنها تخلق استياء ضد الولايات المتحدة الأمريكية وتجعلها أكثر عرضة للإرهاب".

برنامج طائرات الدرونز للولايات المتحدة الأمريكية، لايخلف خسائر فقط، بل يؤسس لسابقة خطيرة بالنسبة لكل العالم، بدءا بأراضيها. ويقول براندون برايانت (Brandon Bryant) ربان سابق لطائرات الدرونز "ماذا إذا بدأنا في القيام بذلك داخليا؟ في يناير قتل بالخطإ مواطن إيطالي وآخر أمريكي. هل ستستمر في تبرير قتل الناس لاعتبارات أخلاقية واهية لأنك قانونا يمكنك فعل ما تريد؟".

 

يمكنكم مشاهدة فيديو ندوة إطلاق هذا التقرير (بالإنجليزية) على الرابط:
https://www.youtube.com/watch?v=xy8NwkkO9LY

عن التقرير
أنجز هذا التقرير بمساعدة، وأجريت الدراسة على 100 مدنيا بالغا فقدوا قريبا في الهجمات أم لا 50% من النساء ونفس النسبة من الرجال، إضافة إلى 27 طفلا، 14 منهم من الذكور و 13 من الإناث.


لمزيد من المعلومات، وللتوصل بنسخة من التقرير اتصلوا بالفريق الإعلامي على العنوان:
media@alkarama.org
أو الاتصال مباشرة على الرقم: 0041227341008