سوريا: مزيد من حالات الاختفاء القسري يؤكد اللجوء المنهجي لهذه الممارسة من قبل القوات الحكومية

More cases of enforced disappearances confirm a concerning pattern of violations by Government forces

أصدر فريق من خبراء الأمم المتحدة سنة 2013 تقريرا خلص فيه إلى أن حالات الاختفاء القسري في سوريا واسعة الانتشار ويجري استخدامها كتكتيك حرب. وعبّر الفريق عن قلقه إزاء تفشي اختفاء الأشخاص عند نقاط التفتيش، وسلّط الضوء على أنها وسيلة الحكومة لمعاقبة المشتبه في دعمهم للمعارضة، أو الجنود المشكوك في ولائهم لها. وقد ثقت الكرامة ومنظمة حماة حقوق الإنسان، خلال الشهر الماضي، أربع حالات اختفاء قسري أخرى، تبين بشكل واضح مدى استفحال هذه الممارسة.

وتهم حالتين من أصل الحالات الأربعة المذكورة سائقين قبضت عليهما القوات الحكومية أو القوات الموالية لها عند نقطة تفتيش، ثم نقلوا إلى أماكن مجهولة. بينما تتعلق الحالتين الثانيتين باختفاء جنديين بعد القبض عليهما من طرف السلطات.

ترى إيناس عصمان، المنسقة القانونية السؤولة عن منطقة المشرق بمؤسسة الكرامة، أن "هذه الانتهاكات مثيرة للقلق، لأنها ترتكب بشكل نمطي وطويل الأمد لزرع الرعب لدى السكان".

رفعت الكرامة ومنظمة حماة حقوق الإنسان هذه القضايا إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي بالأمم المتحدة، ودعته إلى مطالبة السلطات السورية بتسليط الضوء على مصير هؤلاء الرجال.

الاختفاء عند نقاط التفتيش

في 7 يونيو 2012، كان هاشم صهيوني، الذي يعمل سائق سيارة أجرة، ينقل مجموعة من النساء بعيدا عن منطقة النزاع. وعند نقطة تفتيش على الطريق إلى الحفة بمحافظة اللاذقية، قام أفراد من مديرية الأمن السياسي السوري يرتدون ملابس مدنية بالقبض عليه وأخذوه إلى وجهة مجهولة. حاولت أمه تحديد مكان اعتقاله بالبحث عنه في عدة فروع أمنية، لكن سلطات البلاد لم تزودها إلى اليوم بأية معلومات رسمية عن أسباب القبض عليه أو مكان احتجازه. علم أفراد أسرته فيما بعد عبر قنوات غير رسمية، أنه نقل إلى دمشق ثم إلى سجن عدرا.

في 14 تشرين الأول/أكتوبر 2014 اختفى سائق آخر عند نقطة تفتيش أخرى. كان خالد حسين الذي يعمل معلما للسياقة يعبر إحدى نقط الفتيش بمنطقة الأشرفية في ضواحي حلب. كانت الساعة تشير إلى 10 صباحا، عندما قبض عليه أفراد من قوات اللجان الشعبية، مليشيا محلية موالية للحكومة ثم أخذوه إلى مكان مجهول. لم تُجد كل محاولات الأسرة في العثور عليه، وكالعادة امتنعت السلطات عن تقديم أية معلومات عنه أو حتى الاعتراف باحتجازه. وعلمت أسرته بطرق غير رسمية أن خالد محتجز بمقر المخابرات الجوية.

الاختفاء القسري عقوبة المشتبه في تخطيطهم الانشقاق عن الجيش

في 3 آذار/مارس 2014، ألقي القبض بمدينة حمص على الجندي سامر الطش رفقة مجموعة من الرجال ليتم اقتياد الجميع قسراً إلى مكان مجهول. رغم كل المساعي التي قامت بها أسرته لم تستطع تحديد مكان تواجده. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2015 علم أقاربه أنه محتجز في الفرع 215، المعروف بفرع فلسطين التابع للمخابرات العسكرية في دمشق.

في 11 حزيران/يونيو 2015، اعتقل الجندي محمد سعدوني الذي كان يؤدي خدمته العسكرية الإلزامية في الوحدة رقم 44 (الوحدة الخاصة). كان يومها قد وصل لتوه إلى مقر عمله عندما قام مجموعة من الجنود بالقبض عليه دون توضيح للأسباب ثم أخذوه إلى وجهة مجهولة. وأخبر جنود حضروا الواقعة أسرته أن اعتقاله كان على خلفية انتمائه المزعوم للجيش السوري الحر ومساعدته لاثنين من الجنود على الفرار من الوحدة. استفسرت عنه أسرته في عدة مراكز أمنية، لكنها فشلت في تحديد مكان احتجازه.

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم 08 10 734 22 41 00