سوريا: كل شرائح المجتمع السوري مهددة بالاختفاء القسري

.

رفعت الكرامة، في 15  سبتمبر/أيلول 2017، إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي في الأمم المتحدة حالتي اختفاء قسري في سوريا تخص كلا من جميل سمين ولمى الباشا، اللذين اختطفا على أيدي القوات الموالية للحكومة بين عامي 2013 و 2014.

اختفاء رجل الأعمال السوري-الأميركي جميل سمين في العام 2013

اختطفت قوات الأمن العسكري في 12 أبريل/نيسان 2013، رجل الأعمال السوري-الأميركي جميل سمين، 62 عاما، من حمص أثناء زيارته صاحب محل بقالة صغير بالقرب من منزله. تقول عائلته أنه شوهد لآخر مرة في فرع الأمن العسكري في حمص، بحسب شهادة أحد المحتجزين السابقين الذي أكّد لهم أنه احتجز لليلة واحدة في مكتب حزب البعث السابق في حمص، والذي تحول لاحقاً إلى مركز احتجاز.

عقب اعتقاله، سعت عائلة جميل إلى الكشف عن مصيره ومكان احتجازه لدى العديد من الأجهزة الأمنية، بما في ذلك شعبة الاستخبارات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع والمعروفة أيضاً باسم "الأمن العسكري"، لكن دون جدوى. إضافة إلى ذلك، طالبت العائلة السفير السوري لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بإيفادتهم بأية معلومات عنه، لكنه نفى أمر احتجازه.

الطالبة لمى الباشا، معتقلة وعائلتها تجهل مكان احتجازها

في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2014، تلقت لمى الباشا، ابنة الـ 25 عاما والطالبة في إدارة المشاريع، في جامعة دمشق المفتوحة للتعليم، مكالمة هاتفية من امرأة مجهولة تسألها عما إذا كانت تستطيع إعطاء ابنتها دروساً في اللغة الإنكليزية. وتواعدتا في منزل المرأة الواقع في بلدة التل بضاحية دمشق في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2014.

ولدى وصول لمى، سارعت مجموعة من قوات مجهولة الهوية إلى اعتقالها وتسليمها إلى قوات الأمن السياسي -أحد أجهزة الاستخبارات التابعة لوزارة الداخلية- عند حاجز التل. وظلت الضحية معزولة عن العالم الخارجي حتى أبريل/نيسان 2015، حيث تمكنت عائلتها من زيارتها لعدة مرات في سجن عدرا.

خلال الزيارات، أخبرت لمى أسرتها بتعرضها لألوان التعذيب المختلفة، لاسيما الصدمات الكهربائية المتكررة، ما تسبب لها بآلام حادة في الظهر وفقدانها الإحساس في أطرافها. وأبلغت إدارة السجن الأسرة بأن حكماً بالإعدام قد صدر بحقها عن محكمة ميدانية عسكرية، علماً أن هذا النوع من المحاكم لا تتوفر فيه أدنى معايير المحاكمة العادلة.

عُلّق السماح بالزيارات في نيسان/أبريل 2015، لتعود عائلة لمى وتدخل مجدداً في نفق مظلم يلف مصيرها ومكان احتجازها. تطالب عائلة لمى بعودة ابنتها إلى كنفها في أقصى سرعة، وتقول للكرامة "لا نريد شيئا سوى عودتها لحضن أمها التي كُسر قلبها وهدها المرض، على الأقل نريد معرفة مصيرها؛ حية كانت أم ميتة."

وما الحالتان السابقتان إلا نماذج لضحايا ممارسة الاختفاء القسري الممنهجة التي تفشت في البلاد وتطال منذ بداية الصراع كل فئات المجتمع السوري.

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم 0041227341007