سوريا: استمرار اختفاء العز الدين وخربوطلي والرحال منذ اختطافهم من قبل الاستخبارات العسكرية

في أيار/مايو 2016، خاطبت الكرامة ومنظمة حماة حقوق الإنسان الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري لإبلاغه عن ثلاث حالات اختفاء قسري لمواطنين سوريين اعتقلهم جهاز الاستخبارات العسكرية التابع لوزارة الدفاع في عدة مدن مختلفة. وتأمل الكرامة أن يسفر تدخل الفريق الأممي لدى السلطات السورية بالكشف عن أماكن تواجدهم.

في 23 أيلول/سبتمبر 2012، كان الرقيب المتطوع في الجيش السوري، محمد العزالدين، البالغ من العمر 34 عاماً، يعمل في مستودعات الأسلحة في بلدة مهين في محافظة حمص، عندما اعتقله أفراد من الأمن العسكري في زيهم الرسمي دون إبراز أمر بالقبض عليه. أكّد زملاؤه الذين شهدوا الحادث أنه اقتيد إلى مقر المخابرات العسكرية في حمص.

في كانون الأول/ديسمبر 2012، حاولت عائلة محمد الاستفسار عن مصيره لدى الشرطة العسكرية التي سلمتهم شهادة وفاة لكنهم لم يروا جثته. إلا أن معتقلاً سابقا أكّد للعائلة في آذار/مارس 2013، أنه شاهد محمد في مقر المخابرات العسكرية في حمص. حالة محمد هذه ليست الأولى التي تقوم فيها السلطات السورية بتسليم عائلات المختفين شهادات وفاة مزورة أو وثائق مماثلة، فقد سبق للكرامة أن وثقت العديد غيرها.

فارس خربوطلي، 42 عاما، ضابط في الجمارك، اعتقله أفراد من المخابرات العسكرية بملابس مدنية، في 29 أيلول/سبتمبر 2012 من فندق في منطقة القامشلي شمالي شرق سوريا حيث كان يقطن. ذكر موظفو الفندق الذين شهدوا الحادث أن رجال المخابرات أبرزوا لفارس مذكرة توقيف بحقه قبل أن يقتادوه إلى جهة مجهولة. علمت أسرته لاحقاً أنه احتجز في مقر المخابرات العسكرية في القامشلي وسمح لهم بزيارته لمرة واحدة في 15 تشرين الأول/أوكتوبر 2013 أي بعد أكثر من عام على اختفائه.

بعد تلك الزيارة أبلغت الاستخبارات العسكرية أقاربه أنه نقل إلى مركز احتجاز آخر مجهول، وأنه لن يسمح لهم بزيارته بعد الآن. ورفضوا ببساطة إعطاءهم أي معلومات إضافية حول مصيره.

في 6 آب/أغسطس 2013، كان أحمد الرحال، مدرس يبلغ من العمر 49 عاما، يهمّ بمغادرة مبنى مديرية التربية والتعليم في إدلب، شمالي غرب سوريا، عندما أوقفته دورية من عناصر المخابرات العسكرية، بعضهم بالزي العسكري، والبعض الآخر بملابس مدنية. وبحسب شهود عيان، ألقي القبض على أحمد دون إبراز أي مذكرة اعتقال أو ذكر الأسباب ثم اقتيد إلى مكان مجهول.

يقول السيد رشيد مصلي، المدير القانوني لمؤسسة الكرامة إن "هذه الحالات الفردية أمثلة أخرى على انتشار الممارسة المنهجية للاختفاء القسري في سوريا، والتي تحصد آلاف الضحايا في البلاد، وتنشر جواً من الرعب والخوف في قلوب أقارب الضحايا فيمنعهم من تقديم شكاوى الانتهاكات إلى السلطات المعنية". ويضيف " يجب على السلطات السورية وضع حدّ لهذه الممارسة التي ترقى إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية".

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني
media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم
08 10 734 22 41