سوريا: اختفاءات قسرية أخرى في محافظة اللاذقية
في 6 أكتوبر 2015، رفعت الكرامة ومنظمة حماة حقوق الإنسان مذكرة إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي بالأمم المتحدة، بشأن قضية محمود علي ذيب 23 عاماً، ومهند أبو الخير 32 عاما، الذين اختفيا من مدينة الحفة بمحافظة اللاذقية بين 2012 و 2013.
اختفاء محمود علي ديب
في 20 يونيو 2012، قام أفراد من الجيش السوري والمخابرات الجوية،يرتدون ملابس عسكرية ومدنية، باقتحام بيت محمود علي ديب ببلدة الحفة ، الواقعة على بعد 33 كلم شرق مدينة اللاذقية، وقبضوا عليه هو ووالده واثنين من أشقائه. أفرج على الإخوة والأب بعد وقت قصير من اختطافهم، إلا أن السلطات احتفظت بمحمود. نقل في البداية إلى فرع القوات الجوية باللاذقية، ثم رحل إلى سجن البالونة في حمص، حيث مكث مدة ستة أشهر، ليتم تحويله إلى الفرع 291 التابع للمخابرات العسكرية في دمشق،أهم هيئة استخبارات في سوريا، والمعروفة بممارسة التعذيب بشكل منهجي.
ومنذ ذلك الحين ترفض السلطات تزويد أسرته بأية معلومات عن مصيره ومكان تواجده. وتعتقد أسرته أنه اعتقل لفراره من الخدمة العسكرية الإجبارية. ولم تستطع المحاميتين التين وكلتهما الأسرة لمتابعة قضيته من الحصول على أية معلومات. ويعيش أقاربه منذ اختطافه في قلق بالغ خوفا من أن يتعرض للتعذيب أو لأعمال انتقامية مثل ما حصل للعديد من الجنود، بسبب فرارهم من الخدمة الإلزامية في الجيش، كما هو الشأن بالنسبة للطيار السابق نصر الله المؤذن، الذي اختفى عقب اختطافه من قبل المخابرات الجوية سنة 2013.
اختفاء مهند أبو الخير
في 13 فبراير 2013، شارك مهند أبو الخير في مظاهرة احتجاج، وجرح بعد أن أصابه قناص من القوات العسكرية السورية بطلقة نارية. ثم اعتقل وأخذ إلى المستشفى العسكري باللاذقية، حيث أجريت له عملية جراحية لينقل بعد ذلك إلى مكان مجهول. بعد اختفائه، أحرقت قوات تابعة للنظام منزله، فاضطرت أسرته للرحيل خوفا من أعمال انتقامية أخرى.
البحث عن الضحيتين
خاطبت الكرامة ومنظمة حماة حقوق الإنسان الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي بالأمم المتحدة تلتمس تدخله لدى السلطات السورية لمطالبتها بالإفصاح عن مكان تواجد محمود ومهند والإفراج الفوري عنهما، وفي كل الأحوال وضعهم تحت حماية القانون والسماح لأسرهم بزيارتهم دون قيود.
وتقول إيناس عصمان المنسقة القانونية المسؤولة عن المشرق العربي بمؤسسة الكرامة بشأن استفحال ممارسة الاختفاء القسري في سوريا: " الجيش السوري مسؤول عن جل الحالات التي تقع غالبا إثر حملات الاعتقال الجماعية التي يقوم بها؛ كما تلجأ الفروع الأمنية المختلفة إلى هذه الممارسة كأداة لقمع ضد المتظاهرين، مثل مهند أبو الخير، أو الرجال الذين يرفضون الخدمة في الجيش، مثل محمود على ديب".
وأمام استفحال الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان في سوريا، تحث الكرامة السلطات على:
• وضع حد لممارسة جريمة الاختفاء القسري المنهجية؛
• مكافحة الإفلات من العقاب لمرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان؛
• التصديق على الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري (CED).
لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني
أو مباشرة على الرقم 08 10 734 22 41 00