سوريا: اختفاء قسري لخمسة أفراد من أسرة واحدة من محافظة حماة بين عامي 2012 و 2014

مازن النزال

اختفى أثر خمسة سوريين من عائلة واحدة من حماة، في الفترة ما بين تشرين الثاني\نوفمبر 2012 وآذار\مارس 2014، عقب اعتقالهم من قبل قوات الأمن التابعة للنظام. رفعت الكرامة ومنظمة حماة حقوق الإنسان حالاتهم إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو اللاطوعي في الأمم المتحدة تلتمس منه التدخل لدى السلطات السورية لمطالبتها بالكشف عن مصير ومكان تواجدهم.

اختفى مازن النزال، الطالب الجامعي والبالغ من العمر 22 عاماً، في 28 تشرين الثاني 2012، كان يستقل سيارة أجرة متوجهة من حماة إلى  محردة، بلدة واقعة على بعد 23 كيلومتراً شمال غرب حماة. ولدى وصوله الى حاجز مخابرات تابع للقوات الجوية قرب كفر الطون، طلبوا منه الترجل من السيارة واعتقلوه، في حين قالوا لسائق سيارة الأجرة أنهم يريدون طرح بعض الأسئلة عليه، لوجود تشابه بين اسمه واسم أحد المطلوبين.  وكان معتقل سابق أخبر عائلة مازن أنه رآه آخر مرة في أيار\مايو 2013 في أحد مراكز الاعتقال التابعة لسلطة "الشبيحة"، وهي ميليشيا موالية للأسد، في قرية دير شامل التابعة لمحافظة حماة.

وفي 16 كانون الثاني\ يناير 2014، اختفى عمّ مازن، خالد النزال البالغ من العمر 28 عاما، وهو عامل يومي يقطن قرية معردفتين، في محافظة حماة، بعد أن ألقى رجال من شعبة المخابرات العسكرية، المعروفة أيضاً باسم "الأمن العسكري"، وأفراد من "الشبيحة" القبض عليه من منزله.  وقال مهنا النزال، شقيق خالد النزال، الذي اعتقل أيضا في 15 كانون الثاني\يناير 2014، وأطلق سراحه في 17 شباط\فبراير 2014، إنه شاهد شقيقه خالد في مقر مديرية المخابرات العسكرية في مدينة حماة، حيث كانا معتقلين معاً.  حاول أقرباء مازن وخالد الاستعلام عن مصيرهما، لكنهم كفوا عن ذلك خوفا من الانتقام.

في 15  آذار\مارس 2014، كان إبراهيم الحمادي، 54 عاما، وشقيقه الأصغر فاضل الحمادي، 45 عاما، وبشار فاضل الحمادي، 27 عاما، وجميعهم يعملون في تجارة الحبوب والمواد الغذائية ويعيشون في مدينة حمص، كانوا ينقلون بضاعتهم بواسطة شاحنة من نوع كيا بيضاء اللون.  ولدى وصولهم عند نقطة تفتيش في منطقة الفرقلس، أوقفهم رجال المخابرات المسؤولون عن النقطة وطلبوا هوياتهم وصادروا الشاحنة.  وألقوا القبض عليهم بحجة أنهم ينقلون "أسلحة للإرهابيين". ولاحقاً أفاد أحد المعتقلين السابقين، أنهم كانوا محتجزين في مقر المخابرات الجوية في حمص في نيسان عام 2014، لكن عائلتهم لم تحصل على أية معلومات رسمية حول مصيرهم أو مكان تواجدهم.

شاعت ممارسة الاختفاء القسري منذ بداية الصراع في سوريا وأصبحت منهجية وواسعة النطاق وترقى لمستوى جريمة ضد الإنسانية، التي لا تسقط بالتقادم. وعبرت العديد من البلدان خلال الاستعراض الدوري الشامل الأخير لسوريا عن قلقها من انتشار هذه الظاهرة، وتبنت توصيات في هذا الشأن، وردت جلها في تقرير الكرامة، وطالبتها بالكشف عن جميع حالات الاختفاء القسري وإبلاغ أسر الضحايا عن مصير ومكان تواجد أقاربهم المختطفين.

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم 0041227341008