موريتانيا: اعتقال تعسفي وتعذيب ثم محاكمة غير عادلة وحكم بالإعدام على مواطن مالي

Condamnation à mort d'un ressortissant malien à la suite d'un procès inéquitable

في 6 أكتوبر 2016 رفعت الكرامة إلى الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي بالأمم المتحدة حالة المواطن المالي يايا سيسي المعتقل تعسفيا بموريتانيا منذ أربع سنوات والمحكوم بالإعدام على أساس اعترافاته المنتزعة تحت التعذيب.

ألقي القبض على يايا سيسي دون إذن قضائي في 30 مارس 2010 للاشتباه في مشاركته في جريمة قتل وقعت في 26 يوليو 2010 بنواديبو. لبث رهن الحراسة النظرية 27 يوما في انتهاك للقانون الدولي، وأيضا القانون الموريتاني الذي يحددها في 96 ساعة، دون إمكانية للطعن في قانونية هذا الإجراء. تعرض للتعذيب النفسي والبدني واضطر في الأخير إلى التوقيع على محاضر باللغة العربية التي لا يفهمها. ثم أصدرت المحكمة الجنائية لنواديبو في حقه حكما بالإعدام مستندة في ذلك على اعترافاته المنتزعة تحت التعذيب وشهادة امرأة متهمة في القضية نفسها.

في حين تفيد الأختام على جواز سفر السيد يايا سيسي أنه كان خارج البلاد في الفترة من 24 يوليو إلى 1 أغسطس. وثبت أنه أجرى مكالمات هاتفية من دكار عاصمة السنيغال خلال فترة وقوع الجريمة، إلا أن المحكمة تجاهلت كافة أدلة البراءة ولم تعر اهتماما لمزاعم تعرضه للتعذيب.

انتهكت حقوق الدفاع طيلة الإجراءات ولم يستفد يايا من مساعدة مترجم ولم يتم استدعاء شهود الدفاع. وكانت اللجنة المعنية بحقوق الإنسان قد أوضحت أنه لا يمكن النطق بحكم الإعدام بأية حال من الأحوال في انتهاك للمادة 14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التي تنص على ألا يكره المتهم "على الشهادة ضد نفسه أو على الاعتراف بذنب".

وتفيد الكرامة أن السلطات القنصلية المالية أخلت بواجبها اتجاه يايا سيسي رغم علمها بمزاعم التعذيب ونداءاته المتكررة، ولم تقم بأية مساعي لدى السلطات الموريتانية، ولم يزره قنصل بلاده إلا مرة واحدة قامت على إثرها إدارة السجن بمصادرة متعلقاته الشخصية ونقله إلى زنزانة أخرى انتقاما منه.

احتجز يايا سيسي في البداية بنواديبو ، ثم رحل إلى سجن ألاك لينقل بعد ذلك إلى سجن دار النعيم بنواكشوط، ,أخيرا سجن بير مغرين الصحراوي النائي في يونيو 2016، حيث نقل العديد من المحكومين بالإعدام في الآونة الأخيرة. كان من الصعب على زوجته وأولاده زيارته أثناء تواجده بسجن ألاك، أما اليوم فأصبح الأمر بالنسبة لهم مستحيلا بسبب البعد، كما تعذر على يايا سيسي التواصل مع محاميه شخصيا.

وتطالب الكرامة السلطات الموريتانية بالإفراج الفوري عن السيد يايا سيسي وتعويضه عن الضرر الذي لحقه جراء أكثر من أربع سنوات من الاعتقال التعسفي، كما تدعوها إلى ضمان الحق في محاكمة عادلة للجميع.

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني
media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم
08 10 734 22 0041