لبنان: السيد فادي صابونة يتعرض للاعتقال السري والتعذيب لمدة 35 يوما

توجهت الكرامة في 26 كانون الثاني / يناير 2009 بشكوى إلى المقرر الخاص المعني بقضايا التعذيب تلتمس منه التدخل بشأن السيد : فادي صابونة، الذي ألقي عليه القبض في 05 تشرين الأول / أكتوبر 2008، وظل معتقلا سرا طيلة 35 يوما، تعرض خلالها للتعذيب قصد انتزاع منه " جملة من الاعترافات".

ويبلغ السيد فادي أنور صابونة، 23 سنة من العمر، ويقيم في طرابلس. وفي 05 أكتوبر 2008 قامت لجنة الأمن الجماعي الفلسطيني في مخيم البدوي شمال لبنان بإلقاء القبض عليه دون استظهار أمر قضائي، لتسلمه بعد ذلك إلى أجهزة الاستخبارات في الجيش اللبناني حيث مكث في الاعتقال السري طيلة 35 يوما، تعرض خلالها للتعذيب بغية انتزاع منه اعترافات كاذبة، وهو ما تمكنت هذه المصالح من تحقيقه في نهاية المطاف.

ويخضع السيد صبونه حاليا لمتابعة قضائية من قبل المحكمة العسكرية في بيروت على الرغم من عدم توفره على الصفة العسكرية، بالإضافة إلى أن الأدلة التي قد تستخدم ضده تتألف أساسا من مجموعة أقوال انتزعت منه نتيجة تعرضه للتعذيب.

وبعد اعتقاله من قبل اللجنة الأمنية الفلسطينية المشتركة في مخيم البدوي للاجئين الفلسطينيين بالقرب من طرابلس، نُقِل إلى مقر مصالح المخابرات التابعة للجيش اللبناني، بتهمة صلة مزعومة بخلية متهمة بالمسؤولبة عن شن هجمات استهدفت وحدات الجيش في عبده في شهر مايو 2008 وفي طرابلس في آب / أغسطس، وفي أيلول/سبتمبر من نفس السنة.

وبعد احتجازه ليوم واحد في إحدى مراكز الجيش في القبة في طرابلس، تم نقله إلى مقر وزارة الدفاع في منطقة اليرزة في شمال بيروت حيث اعتقل سرا وتعرض للتعذيب في الفترة ما بين 7 تشرين الأول / أكتوبر و 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008.

ثم نُقِل من جديد إلى مركز الشرطة العسكرية، في الريحانية، حيث بقي هناك لمدة 15 يوما قبل أن ينقل مرة أخرى إلى مقر وزارة الدفاع في يوم 26 نوفمبر لإخضاعه لمزيد من التحقيقات.
وتجدر الإشارة أن السيد فادي صابونة تعرض لتعذيب جسيم في مقر وزارة الدفاع خلال الفترات من 07 أكتوبر إلى 11 نوفمبر 2008، ومرة أخرى في الفترة من 26 إلى 29 تشرين الثاني / نوفمبر، وذلك لعدة ساعات متتالية، وصلت أحيانا إلى ما يقرب من 08 ساعة دون انقطاع، وفي اليوم الواحد، علما أنه خضع على وجه الخصوص لطريقة التعذيب سيئة الصيت المعروفة باسم " البلانكو" ( أي التعليق من المعصمين بعد تقييدهما وراء الظهر)، وضٌرِب ضربا مبرحا، وأجبر على الوقوف لمدة يومين كاملين وحرم بشكل تام من النوم لمدة خمسة أيام، كما هدده جلادوه باغتصاب زوجته أمام أعينه.

وفي تلك الظروف، حيث انهارت فيها قوى السيد فادي صابونة، المعنوية منها والجسدية لشدة ما تعرض له من تعذيب، أجبر على التوقيع على تصريحات أمليت عيه، ليضع حدا لمعاناته.

وأثناء اعتقاله السري في شهر تشرين الثاني / نوفمبر في مقر وزارة الدفاع، استجوبه قاضي التحقيق العسكري المكلف بمجريات التحقيق الحالية ضده، وهو منذ تاريخ 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008، نزيل سجن رومية.

وعلى الرغم من الطلبات العديدة المقدمة من قبل أفراد أسرته لإجراء فحص طبي شرعي، لم تستجب السلطات حتى الآن ، أي بعد مضي أكثر من شهرين عقب عمليات التعذيب التي تعرض لها المتهم، كما لم يتم التحقيق في دعوى التعذيب المقدمة بهذا الشأن.

ولذلك، يُخشى من أن تستخدم الإجراءات القضائية الجارية التصريحات التي أجبر السيد صبوته على التوقيع عليها تحت التعذيب، لتعتمد عليها المحكمة كأساس يتم بموجبها إدانته بعقوبة قاسية.

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم 0041227341007