نظمت الكرامة للمرة السادسة في 11 ديسمبر 2014 حفل تسليم جائزتها السنوية للمدافعين عن حقوق الإنسان، الذين ساهموا بشكل فعال في تعزيز حقوق الإنسان بالعالم العربي. وكانت الجائزة هذه السنة من نصيب المحامية والناشطة الحقوقية الفلسطينية شيرين العيساوي، تقديرا لها على شجاعتها في الدفاع عن حقوق الأسرى الفلسطينيين. وركز المتداخلون في الحفل الذي عقد بجنيف على استراتيجية الفلسطينيين السلمية في مقاومتهم للاحتلال دون التغطية الكافية في وسائل الإعلام.
تحدث خلال الحفل خبراء أمميون ودوليون في القانون الدولي، كريتشارد فولك، ونورمان فنكلشتاين وألفريد دو زياس، والفلسطينية حنين الزعبي العضوة بالكنيست، إضافة إلى شخصيات سياسية من سويسرا كروث غابي فرمو مانغولد وغي ميتان. واستلم الجائزة والدا شيرين التي اعتقلتها السلطات الإسرائيلية في 6 مارس 2014 في إطار الحملة التي شنتها على المحامين المدافعين عن الأسرى الفلسطينيين.
استهل الأستاذ رشيد مصلي، مدير الكرامة القانوني، الحفل بكلمة أوضح فيها أن "آلاف الفلسطينيين معتقلون تعسفياً بقرار إداري، ضمنهم العديد من الأطفال...وجدت شيرين نفسها متهمة وخلف القضبان اليوم بسبب فضحها لهذه الانتهاكات وتكريسها لحياتها من أجل العدالة والحرية للفلسطينيين، مثلها كمثل العديد من النشطاء العرب المتهمين في بلدانهم بدعم الإرهاب أو المنظمات الإرهابية".
وقال نورمان فنكلشتاين "تشكل مقاومة شيرين اللاعنفية حلقة لسلسلة طويلة مشرفة، لا تضم فقط أسماء معروفة لنا جميعا كغاندي ومارتان لوتر كينغ، لكن أيضا العديد من الفلسطينيين المغمورين الذين قادوا نضالا لاعنفيا شاملا ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ الانتفاضة الأولى التي انطلقت قبل 27 سنة، وتحديدا في 9 ديسمبر 1987"، وأضاف "صمود شيرين العيساوي مثال ليس فقط للفلسطينيين بل لكل الذين يناضلون من أجل عالم أفضل".
أما ريتشارد فولك، مقرر الأمم المتحدة السابق الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 ، فقد قال إن "المدافعة عن حقوق الإنسان شيرين العيساوي، شجاعة وقوية العزيمة وملهمة لكل المحامين الذين كرسوا حياتهم العملية للنضال الفلسطيني الطويل من أجل الحرية وحرية تقرير المصير"، وأضاف "بتكريمنا لشيرين نعبر عن التزامنا النضال اللاعنفي من أجل السلام المؤسس على الحقوق والعدالة، والمساواة بين الشعبين. بتكريمنا لها نصبوا أيضا إلى تذكير العالم أن الوقت قد حان لوقف الظلم المسلط على الشعب الفلسطيني ككل".
وتشرح حنين الزعبي أول امرأة فلسطينية بالكنيست الذي أبعدت عنه لمدة ستة أشهر بسبب تعبيرها عن شرعية المقاومة الفلسطينية "ضمت إسرائيل أراضي القدس الشرقية دون الفلسطينيين الذين ولدوا وعاشوا هناك"، "ثلث سكان المدينة بلا هوية، يعيشون في بلد ينظر إلى أراضيهم على أنها ملك له و لا يعتبرهم جزءا منها".
وقالت روث غابي فرمو مانغولد عضوة البرلمان السويسري والمجلس الأوروبي ورئيسة منظمة نساء من أجل السلام حول العالم "بعد سقوط جدار برلين سنة 1989، قلنا لا حيطان بين الشعوب بعد الآن، اليوم هناك حيطان في كل مكان، حائط لا يكتفي بالتفرقة بين شعبين وثقافتين مختلفتين بل يجعل عملية بناء سلام دائم أمرا مستحيلا"، وذكرت بالعديد من المناسبات التي قال فيها المجتمع الدولي "لا نريد أن يتكرر هذا بعد اليوم"، وضربت على ذلك مثالاً بموقف العالم في أعقاب المحرقة، "عندما تبنى على إثرها نظاما دوليا لحقوق الإنسان"، "نظام لا يمكن لأحد أن يقول بأنه مضمون. نحن أحرار في سويسرا، لكن منك أنت يا شيرين نتعلم أهمية النضال من أجل حماية حقوق الإنسان".
وقالت شيرين في رسالة كتبتها من داخل زنزانتها وقرأتها أمها ليلى العيساوي "يفترض البعض أن الشعب الفلسطيني شعب مقهور، لأنه يعيش تحت وطأة الإحتلال، إلا أن افتراضهم بعيد كل البعد عن الحقيقة، فالشعب الفلسطيني من أكثر الشعوب ثقة بالنفس، لأنه يتغذى ويتنفس كرامة وحبا للوطن، فلا يشعر بالقهر من يدافع عن حقه وحريته وكرامته، بل يتحلى بالقوة والشجاعة للاستمرار حتى نيل الحرية مهما كانت همجية هذا الاحتلال من قتل واعتقال وتدمير"، وعبرت شيرين عن شكرها لـ "أحرار العالم الذين التفوا دعما للقضية الفلسطينية العادلة وحملوا راية الحرية في أرجاء المعمورة"، ونادت "بالحفاظ على وحدتنا وبشريتنا لنعيش في عالم حر تحيا فيه الشعوب بحرية وكرامة وأمل".
وشكر طارق العيساوي والد شيرين أحرار العالم على دعمهم الدائم، وقال "إننا في فلسطين المحتلة وبالرغم من الألم والظلم الكبيرين الذي فرضه الاحتلال على شعبنا إلا أننا على يقين تام أننا أصحاب الحق، ندافع عن كرامة أمتنا ومعنا كل أحرار العالم".
واختتم الفريد موريس دو زاياس، الخبير الأممي المستقل المعني بإقامة نظام دولي ديمقراطي ومنصف ، الحفل مشيدا بـشيرين وأفراد أسرتها، وحيا "شجاعتها وثباتها في نضالها" وأكد على حق الفلسطينيين الأساسي في تقرير المصير قائلا "كل خبراء القانون الدولي يعترفون بالحق في تقرير المصير الملزم كما ينص على ذلك ميثاق الأمم المتحدة، والفقرة الأولى من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ، والفقرة الأولى من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ". وأضاف "الأمم المتحدة اعترفت تكرارا للفلسطينيين بحقهم في تقرير المصير، لكن للأسف خلال 67 سنة الماضية عانيتم من الطرد، والاحتلال، والإهانة والظلم. لكن حافظتم على شرفكم، وهويتكم وإرادتكم في الحياة. أخيار النساء والرجال يتمنون لكم دولة حرة مستقلة كي لتعيشوا وتمارسوا حقوقكم وتلحقوا بركب باقي الأمم في التضامن العالمي. أتمنى لكم الحصول على العدل والسلام في القريب العاجل، لأنكم تستحقون ذلك ".
بشأن الحائزة على الجائزة؛ : http://bit.ly/1r46pdh
أو شاهدوا الشريط القصير (12 دقيقة) http://bit.ly/16oeBgk
عن جائزة الكرامة
تمنح جائزة الكرامة الرمزية كل سنة لشخص أو منظمة ساهمت بشكل ملموس في دعم وتعزيز حقوق الإنسان في العالم العربي.
فاز بجائزة الكرامة خلال السنوات الماضية كل من: عبد الإله حيدر شائع (اليمن 2013)، الدكتور سعود مختار الهاشمي والدكتور محمد الركن (السعودية والإمارات 2012)، الدكتور سعيد بن زعير والدكتورة عايدة سيف الدولة (السعودية ومصر 2011)، هيثم المالح (سوريا 2010)، الأستاذ علي يحيى عبد النور (الجزائر2009).
عن الكرامة
منظمة الكرامة مؤسسة سويسرية مستقلة للدفاع عن حقوق الإنسان مقرها جني، تأسست سنة 2004 للدفاع عن كل الضحايا والمهددين بالقتل خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري والتعذيب والاعتقال التعسفي، وإيصال أصواتهم إلى آليات حقوق الإنسان الدولية.تسعى الكرامة من أجل عالم عربي ينعم فيه كل الأفراد بالعدل والحرية تحت حماية القانون.
لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org أو مباشرة على الرقم 0041227341007