اليمن: الكرامة وهود تدينان وفاة معتقل يمني في جوانتانامو

أعلنت السلطات العسكرية الأمريكية في بيان أصدرته اليوم الثلاثاء 11 سبتمبر/أيلول 2012 عن وفاة المعتقل اليمني عدنان

Adnan_Sharabi_Guantanamo_Yemen

فرحان عبد اللطيف الشرعبي (32 سنة). وجاء في البيان أن المعتقل توفي يوم السبت 8 سبتمبر /أيلول 2012 وأن فريقا طبيا عسكريا قام بتشريح الجثة، وأن نتائج التشريح ستتطلب بعضا من الوقت قبل الإعلان عنها.

من جهتها طالبت أسرته بتحقيق دولي وبتشريح تقوم به جهات محايدة حتى لا تتلاعب السلطات العسكرية بالأدلة لمحو آثار احتمال تورطها في "جريمة إعدام خارج نطاق القضاء"، مذكرة بأن السيد عدنان هو ثالث يمني يقضي بهذا المعتقل الرهيب، منددة في نفس الآن باستمرار حالات الوفاة السرية والغامضة بحق السجناء في معتقل جونتانامو الأمريكي في كوبا.

و إذ تعبر منظمتا الكرامة وهود عن أصدق تعازيهما لأسرة الضحية، فإنهما تخشيان من النتائج المرتقبة لعملية التشريح التي يمكن استغلالها من طرف السلطات العسكرية لإخفاء كل ما يمكن الاستدلال به حول ملابسات الوفاة، وذلك على غرار ما حدث سابقاً بخصوص السجين اليمني صلاح علي عبدالله أحمد السلمي الذي أُعيد من جوانتانامو جثة هامدة عام 2006، عندما زعمت الولايات المتحدة انتحاره، غير أن لجنة طبية سويسرية شككت في الرواية الأمريكية بعدما أجرت عملية تشريح للجثة بتفويض من منظمة الكرامة نيابة عن أسرة الضحية، وكشفت تلك اللجنة عن اختفاء أعضاء مهمة من جسد السلمي كان يمكن أن تقدم المزيد من التفاصيل حول ظروف وفاته.

وعلّق المحامي رشيد مصلي المدير القانوني للكرامة في جنيف على الرواية الأمريكية حول وفاة السجين اليمني عدنان الشرعبي، قائلاً: إن مصداقية الإدارة الأمريكية على المحكّ في ضوء الشكوك الكثيرة التي تحوم حول هذه الرواية.

وتفيد عائلة السيد عدنان بأن الرواية الأمريكية بدت مرتبكة ومتناقضة، حيث ألمحت إلى أن السجين الشرعبي كان مصابا بمرض عقلي، بينما يقول محاموه الأمريكيون إنه كان موهوباً ويكتب الشعر، وبينما تزعم السلطات العسكرية الأمريكية أنه حاول الانتحار أكثر من مرة، تؤكد في نفس الوقت بأن الضحية لم يكن متهماً بأي جريمة ولم يقدم لمحكمة عسكرية، وبالتالي لماذا يفكر بالانتحار طالما أنه يعرف براءته وأن السلطات الأمريكية فشلت في إدانته أصلاً؟!.

وطبقاً لإفادة أسرته، فقد أضرب السجين عدنان فرحان الشرعبي عن الطعام عدة مرات مما حدا بإدارة السجن في إحدى المرات ¨لإدخال أنبوب بلاستيكي إلى معدته لإطعامه بالقوة تسبب له في مضاعفات صحية نقل على إثرها إلى المستشفى لتجرى له عملية جراحية. وتضيف أنه تعرض للتعذيب على أيدي حراس السجن مراتٍ عدة، كشف عن ذلك خلال اتصالاته بأسرته دورياً عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كان آخرها في يونيو/ حزيران الماضي، حيث بدا في صحة جيدة.

من جانبه، أفاد المحامي عبدالرحمن برمان من منظمة "هود"، بوجود 58 سجيناً يمنياً في جوانتانامو تم تبرئتهم من طرف لجنة متابعة إدارية عسكرية، من بين هؤلاء السجين المتوفى عدنان الشرعبي، الذي أوصت هذه اللجنة بالإفراج عنه في ديسمبر كانون الاول عام 2006، ومرة ​​أخرى في يناير كانون الثاني 2008، إلا أن ذلك لم ينفذ، ناهيك ـ حسب أسرته ـ كان قد تقدم بطعن حول مشروعية احتجازه أمام محكمة فيدرالية قضت ببراءته بتأريخ 21 يوليو/ تموز 2010. وأضاف المحامي برمان بأن "هود" والكرامة تعملان حالياً بالتنسيق بينهما على إعداد شكوى ستقدم إلى المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء.

وفي كل الأحوال، فإن منظمتي الكرامة و"هود" إذ تلقي بمسؤولية وفاة السجين اليمني عدنان الشرعبي على عاتق الإدارة الأمريكية لفشلها حتى الآن في الوفاء بوعودها في إغلاق جوانتانامو، فإنهما تطالبان بتسليم جثة اليمني المتوفى إلى أسرته فوراً مع ضمان احترام كرامته الإنسانية وعدم المساس بجثمانه. كما تجددان تأكيدهما على أن الإبقاء على سجن جوانتانامو ليس وصمة عار في جبين الولايات المتحدة الأمريكية فحسب، بل وفي جبين العالم بأسره، لسكوته عن أسوأ معتقل في التاريخ وحقوق الإنسان.