السعودية: دفن جثة المواطن اليمني الدُّعيس في المملكة دون تشريح

أخيراً أقدمت السلطات في المملكة العربية السعودية على دفن جثة المواطن اليمني سلطان محمد عبده الدُّعيس بعد زهاء أربعة أشهر على وفاته جراء التعذيب الشديد في سجن القصيم جنوب المملكة مطلع كانون الأول/ ديسمبر 2010.

وكانت الكرامة، وجهت بتأريخ 22 ديسمبر/ كانون ثاني 2010، نداءين عاجلين لكلٍ من المقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج إطار القضاء والمقرر الخاص المعني بالتعذيب، تلتمس منهما التدخل لدى السلطات السعودية للكشف عن ملابسات وفاة المعتقل اليمني سلطان محمد عبده الدُّعيس، الذي توفي تحت التعذيب في سجن القصيم جنوب المملكة العربية السعودية، ولم يسمح لأسرته باستلام جثته.

وأفادت أسرة السيد الدُّعيس في اليمن بأن السلطات السعودية أرغمت أحد أشقاء الضحية وبعض أقاربه المقيمين في المملكة على استخراج الجثة من ثلاجة مستشفى قوى الأمن بمدينة القصيم منطقة الطرفية، والقيام بدفنه يوم الأحد 10 أبريل/ نيسان 2011، وسط إجراءات أمنية مشددة، تحت إشراف ضابط أمن يكنى "أبو أحمد"، يعمل مديراً لمكتب مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نائف، بالإضافة إلى ضباط آخرين، بينهم مدير سجن القصيم.

وكانت سلطات المملكة رفضت على مدى أكثر من أربعة أشهر تسليم جثة السيد الدُّعيس لأولياء الدم في اليمن، خشية القيام بعملية تشريح للجثة من شأنها إقامة الدليل الجنائي ضد سلطات المملكة بالمسؤولية عن مقتل السيد الدُّعيس جراء التعذيب في السجن.

وبرغم محاولات الترهيب والترغيب التي بذلتها السلطات السعودية في مساومة العائلة، للحصول على موافقتها في دفن جثمان الضحية بالمملكة، إلا أن عائلة الدُّعيس في اليمن ظلت متمسكة بحقها في تسلّم الجثة، وهو ما دفع قوات الأمن السعودية إلى إرغام أحد أشقاء الدُّعيس يقيم في المملكة على كتابة توكيل بدفن الجثة، مستغلةً حاجته في العمل داخل المملكة من أجل لقمة العيش.

وجرت مراسيم التشييع والدفن بصحبة فريق تلفزيوني كان يقوم بعملية تصوير مراسيم تشييع ودفن الجثة، من دون أن يسمح لأي مواطن سعودي بالاقتراب من الجثة أو مصافحة أحد أقارب الضحية لتقديم العزاء، كما تمت مصادرة الهواتف المحمولة لأقارب الضحية حتى لا تتمكن من تصوير آثار التعذيب التي كانت لا تزال واضحة على جسم الضحية، حيث بدى أنفه مكسوراً وهناك كدمات على وجهه.

وقال أولياء الدم في اليمن إنهم لن يعترفوا بأي توكيل انتزع من أحد أقارب الضحية في المملكة وأنهم سوف يبحثون عن أفضل الوسائل لملاحقة المسؤولين عن جريمة قتل السيد سلطان الدُّعيس أمام المحاكم الدولية.

ويبدو لافتاً في الأمر أن السلطات اليمنية لم تحرك ساكناً إزاء مقتل السيد الدُّعيس باعتباره أحد مواطنيها، كما أن أيّاً من المسؤولين اليمنيين لم ينبس ببنت شفة تجاه هذه الحادثة أو المطالبة بتسليم جثة الضحية.

ولم تسلم أسرة السيد الدُّعيس في اليمن من التهديد والوعيد من قبل ضباط أمن في مكتب الأمير محمد بن نائف، خاصة عندما لجأت الأسرة إلى منظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك الكرامة، بحسب إفادة الأسرة التي قالت إن مسؤولين سعوديين أعلنوا صراحةً تحدّيهم لمنظمات حقوق الإنسان، وعبروا عن استيائهم منها.

وإزاء صلابته في موقفه الرافض للتهديدات وكشفه أمام وسائل الإعلام عن جريمة مقتل شقيقه في السجون السعودية، أقدمت وزارة الداخلية السعودية على الانتقام من السيد نجم الدين الدعيس شقيق الضحية سلطان الدعيس، من خلال تعميم صورته في إعلان أمني نشرته الصحف السعودية يحذر من دخوله الأراضي السعودية، بالرغم من عدم اقترافه أي جريمة تذكر، اللهم إنه طالب بتسليم جثمان شقيقه بعد مقتله تحت التعذيب في سجون المملكة.