السعودية: السلطات تنتقم من ناشط سياسي باعتقال أخويه

.

(من اليمين) أحمد الزهراني وعبد المجيد الزهراني

(جنيف ، 7  سبتمبر 2018) – اعتقلت السلطات السعودية أحمد وعبد المجيد الزهراني شقيقا الناشط السياسي السعودي عمر الزهراني الذي يعيش في كندا، بعد أن دعتهما إلى الضغط عن أخيهما لوقف نشاطه. وقد انقطعت أخبار الشابين منذ استدعائهما إلى سجن ذهبان بجدة في 21 أغسطس 2018.

التحق عمر الزهراني بكندا للدراسة ثم تقدم بطلب اللجوء سنة 2014، وصار يتحدث علنا عن توتر العلاقات الديبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وكندا منذ بداية شهر أغسطس.

اندلعت أزمة دبلوماسية بين البلدين منذ أن نشرت وزارة العلاقات الدبلوماسية والقنصلية الكندية تغريدة في 3 أغسطس أعربت فيها عن قلقها إزاء اعتقال المملكة لعدد من نشطاء حقوق الإنسان، بمن فيهم الحقوقية سمر بدوي.

وردا على ذلك، طردت السعودية السفير الكندي واستدعت سفيرها، وذكرت أن جميع الطلاب السعوديين الذين يدرسون في كندا سيتم نقلهم فورا، وجمدت عددا من الصفقات التجارية، وأعلنت عن وقف رحلاتها الجوية من وإلى مدينة تورنتو.

كان عمر ينتقد السعودية على وسائل التواصل الاجتماعي وأجرى لقاءات مع العديد من وسائل الإعلام. وفي 7 أغسطس ألقت السلطات القبض على أحمد، 25 عاما،ً وعبد المجيد 19 عاماً، بعد مداهمة أفراد من جهاز أمن الدولة لمنزل العائلة في حي الروضة بجدة، ثم اقتادوهما إلى سجن ذهبان. استجواب أحمد وعبد المجيد وتم الضغط عليهما لإقناع أخيهما بوقف نشاطه قبل إطلاق سراحهما لاحقاً.

لم يتوقف عمر عن نشاطه، وبعد بضعة أيام ، استدعي أحمد وعبد المجيد إلى سجن ذهبان لمزيد من التحقيق، وضغطوا عليهما مجددا، وتعرض أحمد للصعق بالكهرباء، لإقناع عمر بالتوقف فورا عن نشاطه، ثم أفرج عنهما بعد ذلك.

تم استدعاء الأخوين إلى سجن ذهبان مرة أخرى في 21 أغسطس. وقام والدهما عبد العزيز بنقلهما إلى هناك وانتظرهما خارج المبنى. و بعد أربع ساعات من الانتظار، دعاه موظفوا السجن إلى العودة إلى بيته وأخبروه بأن ابنيه لن يرافقاه.ومنذ ذلك الحين، يجهل مصير ومكان وجود أحمد وعبد المجيد الزهراني.

اتصل أقاربهما بإدارة سجن ذهبان التي أخبرتهم بأن ليس لديها أية معلومات عنهما، وطلبت منهم الكف عن الاستفسار. فخاطبوا مكتب المدعي العام، ولكن دون جدوى.

تم اعتقال أحمد وعبد المجيد بعد أسبوعين من تلقي عمر تهديدات لأول مرة بسبب دفاعه عن حقوق الإنسان على مواقع التواصل الاجتماعي. ولأنهما لم يكونا ناشطين سياسياً أبداً، فمن المرجح أن اعتُقالهما يدخل في إطار الأعمال الانتقامية التي تمارسها السلطات السعودية في حق المنتقدين السياسيين والحقوقيين والمطالبين بالإصلاح وأقاربهم لثنيهم عن ممارسة نشاطهم.

في الخامس من سبتمبر، التمست الكرامة التدخل العاجل للفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي بالأمم المتحدة لدى السلطات السعودية لمطالبتها بالإفراج الفوري عن أحمد وعبد المجيد وفي كل الأحوال وضعهم تحت حماية القانون وإبلاغ أقاربهم بمصيرهم ومكان وجودهم.

لمزيد من المعلومات

الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني  media@alkarama.org أو مباشرة على الرقم: 0041227341006