
قدمت الكرامة مؤخرا شكوى إلى فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالاحتجاز التعسفي، للتنديد باعتقال سليمان الدويش، وهو شخصية دينية بارزة في البلاد، واختفائه القسري.
اعتُقل سليمان الدويش في 22 أبريل/نيسان 2016 من قبل أفراد من الحرس الشخصي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بعد نشره تغريدات تنتقد سياساته، واختفى منذ ذلك الحين، ولا تزال عائلته تجهل مصيره حتى الآن.
الخطف يليه التعذيب
وبحسب شهادات من معتقلين أُفرج عنهم، فقد نُقل سليمان الدويش على الفور إلى القصر الملكي في الرياض بعد اعتقاله.
وهناك تم تقديمه إلى ولي العهد الذي أهانه وشتمه ولامه على تغريداته وضربه بعنف، حتى فقد وعيه.
وأفاد شهود عيان أنه احتُجز بعد ذلك بمفرده في زنزانة في القصر قبل نقله إلى سجن الحائر في الرياض، حيث احتُجز في قسم المباحث؛ وقد شوهد آخر مرة هناك في أبريل/نيسان 2017، وفقًا لعدة شهادات تم تبادلها مع عائلته. وعلى الرغم من محاولات عائلته، لم يتم الكشف عن أي معلومات عن مصيره.
ونفت السلطات السعودية بشكل قاطع اعتقاله، رغم ظهور اسمه ضمن قائمة المعتقلين الرسمية التي نشرتها المديرية العامة للمباحث السعودية (المباحث) قبل أن تقوم بإزالتها.
القمع يمتد إلى عائلته
تعرضت جهود عائلة سليمان الدويش في الكشف عن مصيره لقمع ممنهج، حيث جرى اعتقال أبنائه الثلاثة واحدًا تلو الآخر نتيجة لمساعيهم في الكشف عن مصيره.
اعتُقل عبد الوهاب سليمان الدويش وعبد الرحمن سليمان الدويش بعد أن طلبا التحقيق في اعتقاله من قبل أفراد من الحرس الشخصي لولي العهد. فقد اعتُقل مالك سليمان الدويش في 5 يوليو/ تموز 2022 بعد نشره مقطع فيديو يندد باختفاء والده القسري وتقاعس السلطات. وحُكم عليه لاحقًا بالسجن لمدة 27 عامًا من قبل المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض.
انتهاك صارخ للقانون الدولي
وتذكّر الكرامة بأن المعاملة التي تعرض لها سليمان الدويش تشكل سلسلة من الانتهاكات الخطيرة بشكل خاص للمبادئ الأساسية للقانون الدولي.
وأمام هذا الوضع واستحالة اللجوء إلى القضاء في البلاد، لم يكن أمام عائلة الضحية خيار سوى اللجوء إلى فريق العمل التابع للأمم المتحدة المعني بالاحتجاز التعسفي، مطالبة إياه بحث السلطات السعودية على الاعتراف رسميًا باحتجاز سليمان الدويش ووضعه تحت حماية القانون.
وتطالب الكرامة السلطات السعودية بتزويد عائلته بشكل عاجل بمعلومات عن الضحية، وإنهاء احتجازه بمعزل عن العالم الخارجي، والإفراج عن أبنائه المحتجزين انتقاما لمحاولاتهم معرفة مصير والدهم.