السعودية: احتجاجات عارمة بسجن الحائر وتدخل عنيف لقوات الأمن

تواردت على منظمة الكرامة منذ أكثر من أسبوع أخبار عن احتجاجات المعتقلين عن أوضاعهم السجنية والقانونية داخل سجن الحائر بالرياض بالمملكة العربية السعودية.

وكان يوم الجمعة 13 يوليو موعدا لانطلاق موجة عارمة من الاحتجاجات، كانت شرارتها الأولى اعتداء أحد ضباط السجن بالجناح رقم ثلاثة من سجن الحائر الجديد، على أحد المعتقلين السياسيين بالضرب المبرح والبصق عليه، فتضامن معه بقية السجناء احتجاجا على وضعيتهم وعلى تعذيب زميلهم وإهانته، وسيطروا على الجناح بأكمله لتنتقل العدوى بعدها إلى أجنحة السجن الأخرى.

وتدخلت قوات الأمن بعنف حسب شهادة أم أحد السجناء التي توصلت بها الكرامة: " أنا والدة المعتقل """"" والقابع في سجن الحائر بالرياٌض بالجناح الثالث، والذي أتم .....سنوات قابعا خلف قضبانه دون محاكمة أو توجه له تهمة، وفي يوٌم 13 يوليو 2012 جاءني اتصال من ابني """"" على الساعة 10 ونصف مساءا وما إن رفعت السماعة حتى فاجئني بقوله الحقونا ترانا نموووووت ، قلت ما لذي حصل، قال دخلت علينٌا قوات الطوارئ بالسكاكين والأسلحة ...وأغلق الخط ولم أتمكن من الأخذ والعطاء معه"

وتجمع أهالي المعتقلين يوم الأحد أمام سجن الحائر بعدما بلغتهم أنباء عن احتجاجات السجناء داخل المبنى وعنف قوات الأمن في محاولتها السيطرة على الوضع، والتي طوقت أيضا محيط السجن، لمنع تقاطر أهالي المعتقلين القلقين على مصير أقاربهم بعدما سمعوا بالأخبار أو استجابوا لدعوة أطلقها نشطاء حقوقيون على تويتر. ومنعت القوات الأمنية الأهالي من الاقتراب من المبنى بل أنها قامت باعتقال العديد منهم الأمس بعد منتصف الليل. وفرضت السلطات تعتيما إعلاميا على ما يحصل في السجن. وصرح مصدر مسئول بهيئة التحقيق والادعاء العام "بأن الهيئة ومن منطلق مسئولياتها النظامية في الإشراف والرقابة على السجون ودور التوقيف ومن بينها السجون التابعة للمديرية العامة للمباحث، باشرت مهامها في مراقبة إجراءات التعامل مع حالات شغب محدودة قام بها بعض الموقوفين في سجن الحاير بالرياض حتى تم الانتهاء منها دون أن يتعرض أحد ولله الحمد إلى أي أذى، كما قامت بحصر التلفيات التي نتجت عنها، والتحقيق مع المتسببين فيها" . إلا أن الأخبار تفيد عن جرح العديد واحتمال سقوط قتلى في صفوف السجناء.

حادثة اعتداء الحارس على السجين لم تكن إلا القشة التي قصمت ظهر البعير لتفضح الوضعية الكارثية لحقوق الإنسان بالمملكة العربية السعودية. فالسجناء تمردوا بعدما ضاقوا درعا من اعتقالهم التعسفي وطول الانتظار وسوء المعاملة والتعذيب الذي يعانونه داخل السجن. ناشطون حقوقيون من داخل المملكة يؤكدون أن الاعتقال التعسفي يمس الآلاف الذين يقبعون في سجون البلاد منذ سنوات دون أية إجراءات قانونية أو تهم واضحة.

وتذكر الكرامة أنها مافتئت تنبه السلطات السعودية إلى الوضع المأسوي الذي بلغته حالة حقوق الإنسان بالمملكة، والكم الهائل من حالات الاعتقال التعسفي التي طالت النساء والرجال، شيوخا وشبابا بل وحتى الأطفال دون العاشرة ضاقت بهم سجونها التي لم تعد قادرة على استيعابهم.

وقد استقبلت الكرامة منذ بداية السنة الجارية أزيد من 150 حالة اعتقال تعسفي ذات طابع سياسي تضاف إلى سجل المملكة الحافل بالانتهاكات. أغلب الضحايا قضوا سنوات تجاوزت العشر بالنسبة للعديد منهم دون أية إجراءات قانونية أو تهم واضحة تبرر سجنهم. هذا بالإضافة إلى العديد من الحالات التي رفعتها الكرامة إلى فريق العمل المعني بالاعتقال التعسفي بالأمم المتحدة والتي أصدر الفريق بشأنها قرارات تدين ممارسات السلطات السعودية التي تتنافى والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان.