العراق: استخدام القوة المفرطة من قبل قوات الأمن يؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين السلميين
(جنيف، 8 أغسطس 2018) - في 27 يوليو 2018 ، طالبت الكرامة بتدخل خبراء الأمم المتحدة بشأن ثلاثة مواطنين عراقيين تعرضوا للضرب المبرح على أيدي قوات الأمن في العراق بسبب مشاركتهم في المظاهرات في جميع أنحاء البلاد.
استخدام القوة المميتة المفرطة للقضاء على الاحتجاجات في العراق
في مطلع يوليو 2018، اندلعت موجة من المظاهرات في جميع أنحاء العراق احتجاجا على الافتقار إلى الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء فضلا عن ارتفاع معدل البطالة.
استخدم رجال قوات الأمن بشكل منهجي القوة المميتة ضد المتظاهرين بإطلاق الذخيرة الحية وإلقاء الحجارة على المتظاهرين، وضربهم بعنف عقابا لهم على مشاركتهم في الاحتجاجات السلمية مما أدى إلى سقوط العديد من الجرحى والقتلى من المحتجين إضافة إلى القبض على المئات منهم.
لجوء قوات الأمن للقوة ضد المتظاهرين لا يمتثل للمعايير الدولية بشأن استخدام القوة في عمليات إنفاذ القانون، على النحو المنصوص عليه في المبادئ الأساسية بشأن استخدام القوة والأسلحة النارية من جانب الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين، والمدونة لقواعد سلوك الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين.
الضرب المبرح والتعذيب أثناء الاعتقال التعسفي للمتظاهرين السلميين
في 15 يوليو 2018 ، شارك ناشطان سياسيان، كريم الشمري و صفاء الخفاجي، في اعتصام سلمي أمام مبنى محافظة بابل في مدينة الحلة احتجاجًا على غياب الخدمات الأساسية.
استخدمت قوات الأمن المشتركة، المكونة من أفراد من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية ومخابرات الشرطة الاتحادية والميليشيات مثل حركة الحكمة، القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين.
تعرض الشمرى والخفاجي للضرب من قبل قوات الأمن المشتركة بعصي خشبية وهراوات على أرجلهم وظهورهم ورؤوسهم. ثم أُجبروا على ركوب سيارة تابعة للشرطة الاتحادية، حيث استمرت عملية الضرب. وفي النهاية أخلي سبيلهما لكن لم يتمكن الشمري ولا الخفاجي من الحركة بسبب الإصابات والآلام الناجمة عن الضرب.
في نفس اليوم، شارك أحمد الجمالي - ناشط سياسي آخر - كمتحدث في مظاهرة سلمية في الساحة بالقرب من مبنى المحافظة في الديوانية بمحافظة القادسية.
ولما رفض إنهاء الاحتجاج قامت قوات الأمن بالقبض عليه ونقلته إلى مركز شرطة الديوانية. و هناك ، تم احتجازه لمدة خمسة أيام تعرض خلالها للتعذيب بالضرب المبرح بالهراوات والعصي والأسلاك في أجزاء مختلفة من جسده ، وخاصةً ظهره. ولم يفرج عنه إلا في 19 يوليو 2018 بعد دفع كفالة.
في 27 يوليو 2018 ، أحالت الكرامة قضايا الشمري والخفاجي والجمالي إلى المقرر الخاص المعني بالحق في حرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات والمقرر الخاص المعني بمسألة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة والمقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أو بإجراءات موجزة أو الإعدام التعسفي والمقرر الخاص المعني بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان.
وناشدت الكرامة الإجراءات الخاصة للأمم المتحدة بمطالبة السلطات العراقية للتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها الضحايا الثلاثة وتقديم المتورطين فيها إلى العدالة. كما التمست الكرامة من خبراء الأمم المتحدة حث السلطات العراقية على الإفراج فورا عن جميع المتظاهرين السلميين الذين تم اعتقالهم، والكف عن الاستخدام المفرط وغير الضروري للقوة المميتة ضد المتظاهرين.
لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم: 0041227341006