المملكة العربية السعودية: خطر الموت يتهدد السيد الشمري، المدافع عن حقوق الإنسان

استنكر السيد مخلف الشمري، البالغ من العمر 56 عاما، في رسالة موجهة في منتصف تموز إلى مدير السجن حيث كان معتقلا، ظروف الاحتجاز المزرية
التي كان هو وغيره من السجناء يتعرضون لها، والظروف السائدة عموما في جميع مراكز الاعتقال في المملكة العربية السعودية.

وبعد ثلاثة أسابيع من ذلك، زاره عدد من الحراس رفقة عناصر من الشرطة إلى زنزانته بدعوى اصطحابه لزيارة الطبيب من أجل إجراء فحص طبي عام. لكن بدل من نقله إلى المستشفى، اقتيد إلى قاعة انتظار داخل السجن، حيث كان ينتظره ضابط، فأمر مرافقيه بتقييد يديه وتكبيل قدميه، قبل أن ينقل عنوة إلى غرفة مخصصة للتحكم في نظام المراقبة، لم تكن مجهزة بكاميرا، فألقي به أرضا، بعد أم تم إغلاق الباب، ثم تعرض للضرب المبرح إلى أن أغمي عليه.

وعندما عاد إليه وعيه، كان أحد الضباط جاثما على صدره، يسكب في حلقه سائل الديتول، وهي مادة مطهرة، ويصرخ في وجهه قائلا" فلتمت، أيها القذر، وسأقول بكل بساطة بأنك انتحرت". وقد أسفرت هذه المعاملة الوحشية التي تعرض لها السيد الشمري طيلة ساعتين إلى تدهور خطير في وضعه الصحي مما استدعى نقله على وجه السرعة إلى مستشفى السجن حيث تم تسجيله ضمن قائمة محاولات الانتحار.

وبينما راح السيد الشمري يستغيث بموظفي المستشفى، والمرضى المتواجدين بعين المكان، موضحا لهم بأن قوات الأمن هي من حاولت قتله، قام عدد من رجال الأمن بسحبه من سريره بعنف، رغم أنه كان ينزف من الفم، ووضع رهن الحبس الانفرادي، علما أنه كثيرا ما كان يتعرض لمثل هذه المعاملة القاسية عقابا له على الشكاوى التي تقدم بها حول ظروف سجنه.

ولم تحيط عائلته علما بهذه الأحداث إلا في يوم 21 آب/ أغسطس، عندما سمح له بالتحدث إليهم هاتفيا. وبمجرد أخذهم علما بهذه الوقائع، قاموا بمراسلة المحافظة، والديوان الملكي ووزارة الداخلية والمدير العام للسجون السعودية، لكن دون جدوى، حيث لم يتوصلوا بأي رد من هذه الجهات، ولا يزال السيد مخلف محتجزا إلى يومنا هذا.

وفي ضوء ذلك قدمت الكرامة قضية السيد مخلف الشمري إلى المقرر الخاص المعني بالتعذيب في 23 آب/ أغسطس 2011.