‎الكرامة تطلق تقريرها السنوي 2023 .. ازدواجية المعايير والإنكار والإفلات من العقاب سمات بارزة في عالم مضطرب ‎

ALK ANNUAL REPORT

قالت الكرامة لحقوق الإنسان إن النتائج الوخيمة لسياسات "الكيل بمكيالين" التي أصبحت سمة واضحة لمعظم الدول الغربية قد تكون في آخر المطاف أكثر تهديدًا لقيم حقوق الإنسان والسلام في العالم. 

‎وأوضحت في تقريرها السنوي 2023، الذي يرصد أبرز تطورات الحالة الحقوقية في المنطقة العربية خلال العام المنصرم، إنه "على امتداد خارطة العالم العربي لا تزال قضايا حقوق الإنسان خارج حسابات الحكومات على اختلاف نُظُمها السياسية، ولا تزال حالة الإنكار المقرونة بالإفلات السائد من العقاب تجسيدًا واضحًا لغياب الإرادة السياسية تجاه حقوق المواطنين المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية".

وأوضح مدير الكرامة المحامي رشيد مصلي، إن المنظمة "تواصل كفاحها الدؤوب رغم التحديات ضد استرخاص القتل وانتهاك الحق في الحياة والتعذيب والإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي وتسعى جاهدةً للوصول إلى الحقائق من أفواه الضحايا وذويهم والمدافعين الشجعان عن حقوق الإنسان".

مشيراً إلى "استمرار الكرامة في مساهماتها أمام الهيئات التعاقدية بالأمم المتحدة وتقديم الشكاوى الفردية أمام الإجراءات الخاصة، حيث نجحت خلال العام الماضي والأعوام السابقة في انتزاع عدد من آراء الخبراء الأمميين المستقلين المعنيين بحقوق الإنسان لصالح الضحايا".
‎وعبّر المحامي مصلي عن أسفه الشديد لما يحدث من "جرائم مروعة وإبادة جماعية يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وسط حالة من العجز والخذلان والتواطؤ الدولي".

‎وتقدم الكرامة في تقريرها موجزًا عن أبرز القضايا التي اشتغلت عليها، وتخلص إلى القول إن الحكومات العربية واصلت حملاتها القمعية ضد المعارضين السلميين والصحافيين والنشطاء الحقوقيين، متخذةً من يافطات "الحرب على الإرهاب" و"حماية الأمن القومي" ذرائع لتكميم الأفواه وحظر حرية التعبير بالتوازي مع سن تشريعات تفتقر إلى معايير موضوعية وقانونية عادلة ومتوائمة مع التزامات مختلف البلدان تجاه القانون الدولي لحقوق الإنسان.  

وتؤكد الكرامة أن الحالات التي عملت عليها خلال العام المنصرم 2023 ليست سوى رأس جبل الثلج في واقع مضطرب ويشهد نزاعات مسلحة على أكثر من صعيد، وهي أمثلة تكشف جانبًا من الأنماط المتبعة في الانتهاكات. 

‎وفي حين ترى المنظمة أن "الاستبداد في العالم العربي سيظلّ كابوسًا يقضّ مضاجع النخب الطامحة للتغيير الديمقراطي والمشتغلين بحقوق الإنسان"، تؤكد أن ثمة "تحديًا آخر الآن يهدد منظومة حقوق الإنسان الدولية وينذر بانتكاسة غير مسبوقة للقيم العالمية المشتركة وتهديدًا مباشرًا للمنظومة الحقوقية العالمية، وهو الدعم الغربي المتطرف لإسرائيل في جرائمها المروعة ضد الشعب الفلسطيني".

‎يذكر أن الكرامة منظمة غير حكومية لحقوق الإنسان مقرها جنيف تأسست عام 2004، وتعمل لمساعدة جميع الأشخاص الذين يتعرضون أو يواجهون خطر الإعدام خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري والتعذيب والاحتجاز التعسفي. وتعمل الكرامة كجسر بين الضحايا الأفراد والآليات الدولية لحقوق الإنسان، من أجل عالم عربي يعيش فيه جميع الناس بحرية وكرامة، وتحميهم سيادة القانون.