الجزائر: 175 حالة اختفاء قسري في منطقة جيجل، بين عامي 1993 و 1997

.

كما أعلنا عنه سابقا بخصوص اجتماعنا في تشرين الثاني / نوفمبر 2008 مع فريق العمل الأممي المعني بحالات الاختفاء القسري، قدمت الكرامة 175 حالة من حالات الاختفاء القسري تخص منطقة جيجل (الواقعة على بعد 300 كلم شرق الجزائر العاصمة) في الجزائر خلال الفترة بين عامي 1993 و 1996.

وقد تم توثيق هذه الحالات من قبل رابطة أسر المفقودين في منطقة جيجل، التي يمثلها السيد موسى بورفيس، وهو ذاته ابن  و شقيق مفقودين ، وقد عرض خلال  هذا الاجتماع وضع عائلات المفقودين في منطقته في الجزائر، كما أن منظمة "ألجيريا ووتش" قامت هي الأخرى بتوثيق آلاف القضايا المتعلقة بالجزائر، بالإضافة إلى منظمة الكرامة التي تعمل بشكل وثيق مع فريق العمل بخصوص هذا الملف منذ عدة سنوات.

ومن شأن  القيام بعرض  هذه الحالات على فريق العمل أن يساهم في البحث عن الحقيقة حول مصير الأشخاص المختطفين من قبل الأجهزة المنية الجزائرية، بكافة فيالقها (من أفراد الجيش وقوات الدرك والشرطة والقوَّات شبه العسكريَّة، والميليشيات التي تسلحها الحكومة). وليس من الوارد البتة  أن تكتفي أسر المفقودين بالبيانات الرسمية التي تدلي بها السلطات الرسمية، والتي رغم اعترافها بوقوع أكثر من 6000 حالة اختفاء قسري، لا تعتبر نفسها مسؤولة عنها، وقد أعلنت بالفعل هذه السلطات عن عفو عام على موظفي الدولة في شباط / فبراير 2006.

وشعورا منها بحالة من اليأس والإحباط من جراء ما يخيم على مسار قضيتها، توجهت أسر المفقودين إلى هيئات الأمم المتحدة على أمل من أن يدفع ذلك السلطات الجزائرية إلى تقديم ردود أخرى، غير تلك التي حصلت عليها حتى الآن، عقب العديد من المساعي التي قامت بها هذه الأسر.

ومن خلال هذا العمل، تُبيّن هذه الأسر بشكل واصح، لا لبس فيه أنها ليست على استعداد لإغلاق ملف الاختفاء القسري، على الرغم من القانون المسمى بقانون المصالحة الوطنية، وبعروض التعويض المالي. وطالما لم تظهر الحقيقة عن مصير ذويهم وتحديد المسؤولية عن هذه الجرائم، ستواصل أسر المفقودين نضالها في هذا الشأن.