الإمارات: اعتقال أسامة النجار، حملة الاضطهاد تطال أبناء معتقلي الإمارات 94

اختفى الشاب الإماراتي أسامة النجار بعد اعتقاله من قبل أجهزة الأمن الإماراتية يوم الإثنين 17 مارس 2014 . أسامة مهندس معماري من مواليد 1988 تخرج من جامعة أسترالية، و هو ابن حسين النجار،أحد المعتقلين الذي صدر في حقه حكم بالسجن 10 سنوات في قضية الإصلاحيين 94، إضافة إلى حكم آخر بالسجن في قضية مجموعة الإماراتيين والمصريين، مما جعل مجموع محكوميته يتجاوز 11 سنة.

وكان أسامة ينشط على مواقع التواصل الاجتماعي، ويدافع عن والده وعن عن مجموعة الإصلاحيين 94. وكان من الأوائل الذين عاينوا ونقلوا أخبارا عن الحالة الصحية المزرية لبعض المعتقلين في قضية الإماراتيين 94،حين عرضهم على المحكمة الاتحادية العليا في 6 سبتمبر 2012. ومنذ ذلك الحين وهو يتعرض للمضايقات.

ويجهل لحد الساعة الأسباب الحقيقية وراء إلقاء القبض عليه، لكن المرجح أن اعتقاله جاء على خلفية نشره لتغريدة على تويتر ردا على تصريح للشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، الذي طالب زوجات المعتقلين السياسيين بـ "عدم زرع الحقد في قلوب أبنائهن على  الوطن". فرد عليه قائلا " نحن يا صاحب السمو الدكتور، لا نحقد على أوطاننا ولا ننسى ظلم ظُلمناه ولو نسته أمهاتنا. لأبي في أعناق من ظلمه ٢٠ شهراً من السجن والتضييق".

ألقي القبض على أسامة من قبل عناصر تابعين للمصالح الأمنية الإماراتية في حدود الساعة 4 ظهرا، بينما كان في طريق عودته من عند الطبيب، ومن تم توجهوا به إلى مقر سكناه. فوجئت والدته، التي عادت لتوها من زيارة لزوجها في السجن بأبو ظبي، بوجود عدة سيارات مدنية تطوق بيتها بينما كان أسامة في المقعد الخلفي لإحداها. وقام رجال الأمن بتفتيش البيت وحجز معدات إلكترونية دون إظهار أي إذن قضائي يسمح لهم بذلك. وانطلقوا به عند حدود الساعة 7 مساءا إلى جهة مجهولة، يعتقد أنها مقر أمن الدولة بأبو ظبي. ويخشى أن تتأثر حالته الصحية من هذا الاعتقال خاصة وأنه أجرى عملية جراحية على ركبته وكان من المفترض أن يقوم بفحص في الأيام القادمة.

طريقة القبض على أسامة واختفاءه تحمل بصمة جهاز أمن الدولة، كما هو الحال في العديد من الاعتقالات بالإمارات. حيث يتم القبض على الناشطين ويختفون لأيام وأحيانا لأشهر، يتعرضون خلالها للتعذيب وسوء المعاملة، ويجبرون على التوقيع على اعترفات، ليتم عرضهم بعد ذلك على المحكمة بتهم سياسية، والتي تدينهم على أساس اعترافاتهم المنتزعة تحت التعذيب والإكراه.

ويعتقد أهالي المعتقلين أن القبض على أسامة النجار محاولة لترهيبهم وكتم أصواتهم، ومنعهم من فضح الانتهاكات التي يتعرض لها أقاربهم على يد الأجهزة الأمنية وإدارة السجن. القبض على أسامة ثم اختفاءه اسامة ليس الأول من نوعه، بل إن تاريخ السلطات الأمنية الإماراتية ملئ بالحالات المماثلة وخاصة ضد أقارب وأبناء المعتقلين الإماراتيين 94. حيث سبق لها وأن اعتقلت جمال الحمادي ووليد الشحي وعبد الحميد الحديدي، وكلهم تعرضوا للمضايقات ثم اعتقلوا بسبب نشاطهم على نشرهم لمعلومات عن المعتقلين على تويتر.

ويتساءل الأستاذ رشيد مصلي، مدير الكرامة القانوني، كيف لدولة الإمارات أن تتعهد بجدية باحترام التزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان؟ بينما في نفس الوقت تمارس سلطاتها الأمنية الاختفاء القسري والتعذيب والاعتقال التعسفي ومحاكمة الناشطين السلميين" نحن جد قلقين بهذا التدهور الخطير لوضعية حقوق الإنسان بالبلاد منذ انطلاق الحملة القمعية سنة 2011.
هذا ورفعت الكرامة نداءا عاجلا إلى آليات حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بشأن هذا الاعتقال الجديد، وناشدتها بالتدخل لدى السلطات الإماراتية ومطالبتها بالإفصاح عن مصير السيد أسامة والإفراج الفوري عنه، ووضعه تحت حماية القانون والسماح له بالتواصل مع أسرته.

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم 0041227341007