الإمارات: الطالب الفلسطيني الذي تعرض للتعذيب قصد انتزاع منه الأدلة، يواجه حاليا محاكمة جائرة

ألقت عناصر من قوات أمن الدولة الإماراتية القبض في 22 تموز 2009 على محمد حسن مصباح مصطفى، وهو مواطن من أصل فلسطيني، يبلغ 21 سنة من العمر، وتمت عملية القبض عليه أثناء زيارته بيت صديق إماراتي يقيم في رأس الخيمة، والقي وقتئذ القبض أيضا على شقيقه وبعض أصدقائه ، لكنهم أفرج عنهم بعد ثلاثة اشهر من الاحتجاز، علما أن وقت إلقاء القبض عليهم لم تقدم لهم أية أوامر قضائية تبرر ذلك، كما لم يتم إبلاغ الضحايا بأسباب اعتقالهم.

وعقب إلقاء القبض عليه، ظل محمد في السجن، رهن الاعتقال السري من قبل قوات أمن الدولة في مكان مجهول لمدة خمسة أشهر حتى تاريخ يوم 15 كانون الأول/ ديسمبر 2009. وخلال تلك الفترة، تعرض للتعذيب يشكل متكرر، والضرب المبرح والتهديد على أيدي ضباط أمن الدولة، إلى أن وقّع في نهاية المطاف على اعترافات ملفقة، كما أفادت بعض المصادر أن ضباط الأمن قالوا للضحية أثناء استنطاقه "نحن 10 نفر ، وأنت وحدك، " ثم أضافوا "سوف تتعب وتستسلم ترضخ، فتعطينا ما نريده". وقد أشارت مصادر أخرى إلى أن عملية القبض على محمد مصطفى من قبل مصالح ا أمن الدولة الإماراتية ومحاكمته، جاءت بناء على طلب من السلطات السورية، حيث كان السيد مصطفى طالبا هناك لمدة سنة في عام 2007.

وفي كانون الأول/ ديسمبر 2009، وبعد عودته إلى الظهور من الاحتجاز السري، مثّل محمد حسن مصباح مصطفي أمام نيابة أمن الدولة الإماراتية، ونفى عندئذ الادعاءات الواردة في التصريحات التي وقع عليها، المقدمة من قبل ضباط أمن الدولة، وأكد أنه اضطر إلى الاعتراف خلال جلسات التعذيب. ثم عُرِض أمام محكمة أمن الدولة في 25 كانون الثاني/ يناير 2010 حيث نفى من جديد الأدلة المعروضة ضده التي انتزعت منه كرها وأبلغ المحكمة أنه تعرض للتعذيب.
وكما كان منتظرا، لم يأمر المدعي العام بإجراء أي تحقيق في هذا الشأن - وتجدر الإشارة في هذا الصدد أن دولة الإمارات العربية المتحدة لم توقع على اتفاقية مناهضة التعذيب وتجاهلت مرارا وتكرارا التزاماتها بموجب القانون الدولي بشأن ممارسة التعذيب وسوء المعاملة.

وجاء وفقا لمصادر داخل الإمارات، أنه تم تحديد موعد جلسة الاستماع الأولى لمحمد مصطفى في 2 شباط / فبراير 2010. وبناء على ما سلف ذكره، تخشى الكرامة من أن يواجه محمد مصطفى محاكمة جائرة، يتم خلالها الاستناد إلى الأدلة التي انتزعت منه تحت التعذيب قصد استخدامها لتسليمه إلى سوريا حيث يواجه خطر التعرض إلى مزيد من التعذيب واحتمال اختفاءه قسرا على أيدي مصالح المخابرات السورية.

وقدمت الكرامة قضية محمد مصطفى في إطار نداء عاجل إلى المقرر الخاص المعني بالتعذيب في 27 كانون الثاني 2009، تحثه فيه على التدخل لدى حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل منع تسليم السيد مصطفى إلى سوريا، حيث يواجه مخاطر تعرضه لمزيد من الانتهاكات.

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم 0041227341007