سوريا: السيد هيثم المالح يحرم من الأدوية داخل السجن، فيما يدعو نجله إياس، خلال زيارة قام بها إلى مقر الكرامة، إلى ضرورة اتخاذ إجراءات
23 مارس 2010
|
ونتيجة لتدهور حالة السيد هيثم المالح الصحية، وجهت الكرامة قضيته إلى المقرر الخاص المعني بالصحة والمقرر الخاص المعني بالتعذيب في 12 آذار/ مارس 2010 - أبلغتهما فيها عن تدهور حالته الصحية منذ اعتقاله، كما قدمت الكرامة أيضا معلومات مستكملة إلى فريق العمل المعني بمسألة الاحتجاز التعسفي الذي يتابع هذه القضية عن كثب.
جل السيد هيثم الملح يدعو إلى اتخاذ إجراءات
وقد قام إياس المالح، نجل السيد هيثم المالح، بزيارة إلى جنيف من أجل عرض قضية والده أمام مجلس حقوق الإنسان، والتقى بهذه المناسبة بالكرامة لمناقشة إمكانية اتخاذ مزيد من الإجراءات، يمكن للكرامة وغيرها من المنظمات غير الحكومية أن تضطلع بها من أجل زيادة الضغط على السلطات السورية، مع القيام في الوقت نفسه بالتشديد على ضرورة اتخاذ كل الجهات في كل بلد من البلدان الإجراءات اللازمة بشأن هذه القضية الحاسمة الخاصة بسوريا.
وإذا كان بوسع السيد هيثم المالح أن يطلب شيئا واحدا، يقول نجله، سيكون هذا الطلب موجه إلى جميع الناس "لحثهم على معرفة حقوقهم، ثم التعلم كيف الدفاع عنها... سيكون ذلك أفضل هدية يمكن تقديمها إلى والدي". وأكد إياس أنه ضمن السبل التي من شأنها أن تساعد والده، يجب أن يستمر الناس العمل في مجال حقوق الإنسان، التي نذر والده نفسه من أجلها.
"إن جميع أولئك الذين يناضلون من أجل حقوقهم، يكافحون في واقع الأمر أيضا من أجل حقوق والدي وحقوق جميع من لا يزالون قيد الاحتجاز التعسفي".
ودعا إياس كافة الناس، كل بطريقته الخاصة، وكل في ميدانية المحدد، إلى إبقاء اهتمام الرأي العام منصبا حول قضية هيثم المالح. "وقال "ينبغي أن يكون التركيز الرئيسي" حول كيفية الحفاظ على تلك الرسالة، حية في ضمير الناس- وكيفية الحفاظ على قضية والدي، من خلال وسائل الإعلام، حتى لا يلفها النسيان".
وفي هذا الصدد تدعو الكرامة إلى الإفراج الفوري عن هيثم المالح، وتعرب عن أملها في أن يتمكن قريبا من الاجتماع بأسرته وأن تتحسن حالته الصحية.
نبذة عن خلفية القضية - الحالة الصحة وظروف الاحتجاز
عندما تعرض هيثم المالح للاختطاف يوم 14 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2009، كان في تلك الفترة يتناول أدوية وصفها له طبيبه لمعالجة مرض السكري، إلى جانب فرط نشاط الغدة الدرقية. ولم يسمح للسيد المالح بتناول أدويته لمدة شهر تقريبا الآن، مما تسبب في تدهور حالته الصحية بشكل خطير.
وجاء وفق ما أفاد به مراقبون حضروا جلسة استماع السيد المالح أمام القاضي العسكري في 22 شباط / فبراير، أن حالته الصحية بلغت درجة من الوهن بحيث كان بالكاد يقوى على الكلام، مع الإشارة أنه أغمي عليه داخل زنزانته في السجن في وقت سابق، في شباط / فبراير. ومن المعلون أن عدم تقديم الأدوية المناسبة لمعالجة مرض السكري وفرط نشاط الغدة الدرقية أن يؤدي إلى خسارة فادحة في الوزن، والدخول في حالة غيبوبة وفشل كلوي وقصور في وظيفة القلب.
كما تتميز ظروف الاعتقال السائدة في سجن عدرا بدرجة بالغة الصعوبة، مع العلم أن السيد المالح محتجز مع معتقلين سياسيين وأيضا محتجزين جنائيين، كما أن الزنزانات تشهد اكتظاظ فادحا، ولا تحتوي على أية أسرة، حيث ينام المعتقلون على أفرشة ملقاة مباشرة على الأرض، يتقاسمها عدة معتقلين. وفي الزنزانة التي يوجد بها حاليا السيد هيثم المالح، هناك حوالي 60 شخصا، يجبر فيها المعتقلون على افتراش الأرض للنوم، وأحيانا ينامون في الممرات. وغالبا ما يتم قطع تزويد المياه في السجون، مما يعني أن المعتقلين لا يمكنهم الغسل لفترات طويلة ويضطرون إلى استخدام المرحاض دون أي مياه - مما يؤدي إلى مخاطر صحية جسيمة.
وللإشارة، تشكل ظروف الاحتجاز هذه انتهاكا للحد الأدنى من القواعد المعيارية الواجب توفرها في مجال معاملة السجناء (قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، رقم 663 ج (الرابع والعشرون)، المؤرخ 31 تموز/ يوليو 1957 والقرار 2076 (الثامن الثلاثين)، المؤرخ 13 نيسان/ مايو 1977، علما أن هذه الانتهاكات قد بلغت درجة مثيرة للقلق إلى حد كبير بالنسبة لشخص في عمر السيد هيثم المالح.
ولهذا السبب، رفعت الكرامة قضيته إلى المقرر الخاص الأممي المعني بالصحة، لتلفت اهتمامه بهذا الشأن، ومن ثم حثه على التدخل لدى السلطات السورية نيابة عن السيد هيثم المالح.
وسبق أن قدمت الكرامة قضية السيد هيثم المالح إلى فريق العمل المعني بمسألة الاحتجاز التعسفي، في 27 تشرين الأول 2009، ومراسلة في شكل تحديث للقضية ذاتها في 12 آذار 2010، تضمنت معلومات عن محاكمته وظروف احتجازه.
وفي 23 كانون الأول 2009، دعت الكرامة أيضا الأمين العام للأمم المتحدة للتدخل لدى السلطات السورية لضمان الإفراج عن السيد المالح.
يمكن مشاهدة شريط الفيديو للمحادثة مع إياس المالح أيضا على اليوتيوب