مصر: إختفاء سبعة طلاب عقب اختطافهم من طرف الأمن الوطني

Ahmed Kamoun, Zaid Al Bana, Ahmed Marzouq, Ahmed Mansour, Abdulrahman Al Bih, Abdulrahman Khalifa

خاطبت الكرامة في 25 يناير عام 2017، الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي في الأمم المتحدة بشأن اختطاف سبعة طلاب، تتراوح أعمارهم بين 16 و 22 سنة، من قبل الأمن الوطني بين أكتوبر 2016 ويناير 2017. ولم تفلَح أسرهم في معرفة أية معلومات حول مصيرهم ومكان تواجدهم، رغم كل محاولاتها بسبب نفي السلطات مسؤوليتها عن اختفائهم.

ألقي القبض على جميع الطلاب من قبل رجال الأمن الوطني بملابس مدنية، وأحياناً كان يرافقهم رجال شرطة بزي رسمي، دون إبراز مذكرات توقيف أو حتى شرح أسباب القبض. بعض عمليات الخطف نفّذت داخل المدارس أو الجامعات، وعلى مرأى من الطلاب والمعلمين، وأحياناً أخرى كان عناصر الأمن يقتحمون المنازل أو مساكن الطلاب ليلاً مدججين بالأسلحة. لم يوفر أهالي الضحايا عقب عمليات الاختطاف جهدا في التفتيش عن أبنائهم في جميع مراكز الشرطة، كما أرسلوا برقيات إلى السلطات المختصة لطلب الكشف عن مصيرهم ومكان احتجازهم، لكنهم لم يحظوا بغير النفي رداً على استفساراتهم.

وثّقت الكرامة العديد من حالات الاختفاء القسري، وجميعها كانت تفضي إلى التعذيب بمختلف أساليبه وأنواعه، لا سيما الصدمات الكهربائية، وأحيانا تنتهي هذه الممارسة المنهجية بوفاة الضحية. وحتى أولئك الذين تكتب لهم فرصة الظهور مجدّداً، يحاكمون بإجراءات موجزة وتهم فضفاضة تستند إلى اعترافاتهم المنتزعة تحت التعذيب أثناء فترة اعتقالهم السري.

تقول خديجة نمار، المسؤولة القانونية عن منطقة شمال إفريقيا في مؤسسة الكرامة "إن ممارسة الاختفاء القسري ليست عبثية؛ بل الغرض منها ترويع الناس وكبح جماح جميع أشكال المقاومة" وتختم "تُظهر هذه الانتهاكات المروعة نمطاً مقلقاً للغاية من الانتهاكات التي تنتهجها السلطات المصرية ضد الشباب، وهي غيض من فيض الممارسات القمعية والوحشية التي انتشرت في البلاد منذ سيطرة الجيش على السلطة".

من جهتها، راسلت الكرامة الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي بشأن الطلاب السبعة، وناشدت التدخل العاجل للخبراء الأممين لدى السلطات المصرية لمطالبتها بالإفراج الفوري عنهم، وفي كل الأحوال إبلاغ ذويهم بمصيرهم ومكان احتجازهم وضمان سلامتهم البدنية والعقلية. وفي ما يلي تفاصيل عن ملابسات اعتقال واختفاء كل منهم:

ألقي القبض على أحمد سيف الإسلام مصطفى مصطفى مصطفى كمون،21 عاما، طالب الهندسة المدنية في المعهد العالي للهندسة والتكنولوجيا، في 12 يناير 2017 على أيدي أفراد من الأمن الوطني بملابس مدنية، من أمام المعهد بمنطقة كفر الشيخ. وأجبروه على ركوب سيارة بلا لوحة تسجيل، واقتادوه إلى مكان مجهول. بعد اختفائه، راسل أقاربه النيابة العامة ووزير الداخلية والنائب العام بكفر الشيخ، لكن دون جدوى. تناهى إلى علم عائلة أحمد أنه معتقل في مبنى الأمن الوطني في كفر الشيخ، فذهبوا إلى هناك للاستفسار عنه، لكن المسؤولين نفوا اعتقاله.

اختفى زيد محمد أحمد أحمد البنا، 16 عاماً، طالب في ثانوية البرج بمنطقة برج البرلس بمحافظة كفر الشيخ، في 11 يناير 2017 من أمام مدرسته، عقب القبض عليه من قبل عناصر الأمن الوطني بعضهم بملابس مدنية والبعض بزي رسمي. رفعت والدته عدة شكاوى إلى النائب العام لوزارة الداخلية وإلى المدعي العام في كفر الشيخ، ولكن دون جدوى. كما بحثت عنه في مركز شرطة البرلس فضلا ًعن مقر أمن الدولة بشرم الشيخ، بعد أن أبلغها شهود عيان باعتقال ولدها هناك. لكن السلطات واصلت نفيها الأمر.

كذلك، اختفى أحمد فوزي أحمد حافظ مرزوق،  22 عاماً، طالب في معهد المحاسبة والأنظمة المعلوماتية في الإسكندرية ، بتاريخ 2 يناير 2017، عقب مداهمة منزل والديه في قرية الصبايا بمحطة البرلس في الساحل القبلي التابع لمحافظة كفر الشيخ عند الثانية فجراً من قبل عناصر الأمن الوطني ورجال الشرطة. وكان جميعهم مسلحين ووجهوا فوهات بنادقهم إلى الضحية وجميع أفراد أسرته، ما أثار حالة ذعر وهلع لدى الأطفال داخل المنزل. أرسلت عائلته على الفور شكاوى إلى كل من النائب العام لكفر الشيخ وإلى مكتب النيابة العامة ووزارة الداخلية وكذلك إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان، لكن دون جدوى.

أما محمد جمعة يوسف عبد الله زهرة، 20 عاماً، طالب بالفرقة الثانية إعلام بجامعة الأزهر، فقد اختفى بتاريخ 26 ديسمبر 2016 عقب اقتحام رجال الأمن الوطني بملابس مدنية منزله في قرية مهدية التابعة لمركز ههيا بمحافظة الشرقية. قدمت أسرته شكاوى إلى كل من المدعي العام والنائب العام في محافظة الشرقية، لكن بلا نتيجة.

بالنسبة إلى أحمد سامح محمد أحمد منصور، 20 عاماً، طالب في اختصاص الهندسة الكهربائية، متزوج وأب لطفل صغير؛ ألقي عليه القبض في 17 ديسمبر 2016، بالقرب من جامعة الأزهر بالقاهرة حيث يكمل دراسته الجامعية، على أيدي عناصر الأمن الوطني بملابس مدنية، أخذوه عنوة إلى سيارة غير مرقّمة اتجهت به إلى مكان مجهول. أخطرت والدة الضحية النائب العام والمجلس الوطني لحقوق الإنسان ولجنة حقوق الإنسان في البرلمان ورئاسة الجمهورية، لكن دون فائدة تُرجى. كما أنها أبلغت الشرطة عن اختفائه وبحثت عنه في مركز المباحث في مدينة 6 أكتوبر، بعد أن أخبرها شاهد برؤيته هناك، لكن المسؤولين نفوا اعتقاله لديهم.

أما طالب الهندسة عبد الرحمن محمد إبراهيم البيه، 21 عاماً، فاختفى بتاريخ15 نوفمبر 2016، بعد القبض عليه من طرف أفراد الأمن الوطني بملابس مدنية بينما كان يتسوق مع أصدقائه في مدينة نصر، بالقاهرة. لم يُبرز عناصر المباحث أمراً بالتوقيف كما لم يشرحوا له أسباب الاعتقال، واقتادوه إلى مكان مجهول. راسل والده فيما بعد كل من  المدعي العام لمحافظة المنوفية ووزارة الداخلية ورئيس الدولة، للاستفسار عن مصير ولده، لكنه لم يتلق أي رد أو معلومات حول مصيره أو مكان احتجازه.

وأخيراً؛ اختفى عبد الرحمن فتحي عبد الرحمن خليفة، 22 عاماً، طالب في كلية الزراعة بجامعة الأزهر، بعد القبض عليه مطلع أكتوبر 2016 على أيدي عناصر من الأمن الوطني بملابس مدنية ورجال شرطة بزيهم الرسمي. اختُطف عبدالرحمن من داخل غرفته في سكن الطلاب بجامعة الأزهر، في مدينة نصر في المنطقة العاشرة. وعقب اختفائه، أرسلت والدته شكوى إلى وزارة الداخلية وأخرى إلى المدّعي العام في القاهرة، لكنها لم تلق رداً سوى النفي بحيازة أية معلومات حول مصيره ومكان احتجازه.

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني
media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم
08 10 734 22 41