لبنان: ثلاثة مواطنين سوريين ولبناني يتعرضون للتعذيب

أحالت الكرامة اليوم قضية أربعة من ضحايا التعذيب إلى المقرر الخاص المعني بالتعذيب، ولا يزال اثنان من المعتقلين الأربعة ينتظران صدور حكم قضائي نهائي، ويخشى أن تُستخدم ضدهم "اعترافاتهم" التي انتزعت منهم تحت التعذيب خلال محاكمتهم.

ويتعلق الأمر بالأشخاص الأربعة التالية أسماءهم:

1. السيد مصطفى سيو، 26 عاما، مواطن سوري يقيم في حي الأشرفية، كارم الزيتون، بيروت. وتجري حاليا محاكمته.
2. السيد كمال النعسان، 29 عام، مواطن سوري، يقيم في حي عين عار، جبل لبنان، ألقي عليه القبض مع شقيقه مالك النعسان (الوارد ذكره أدناه). وتجري حاليا جلسة محاكمته.
3. السيد مالك النعسان، 17 عاما، مواطن سوري، يقيم في حي عين عار، جبل لبنان، وألقي عليه القبض مع شقيقه كمال نعسان (ورد ذكره أعلاه).
4. السيد محمد طه، 25 عاما، مواطن لبناني مقيم في حي باب تابانه (شمال لبنان).

عملية اعتقال مصطفى سيو وتعرضه للتعذيب

ألقى عناصر من الأمن الداخلي، القبض على السيد سيو على نحو تعسفي في 20 آذار / مارس 2007 وذلك للاشتباه في ارتباطه بأنشطة إرهابية، وتعرض الضحية على إثر ذلك لسوء المعاملة وأعمال تعذيب خطيرة على أيدي مصالح فرع المعلومات اللبنانية في بيروت، هذا إلى جانب الاعتقال السري والحبس الانفرادي لمدة 26 شهرا في مركز فرع المعلومات في بيروت، فضلا عن اعتقاله في مقرات أخرى تابعة لنفس المصالح والتي توجد في سجن رومية. وتم نقله من مكان لآخر طوال فترة احتجازه. وخلال الشهور الـ 26 احتجز سرا ووضع في الحبس الانفرادي، حيث قضى 3 أشهر ونصف في الطابق السفلي من هذه المباني.

وفي أيار/ مايو 2009، تم نقله إلى الطابق الثاني من قسم الأحداث في سجن رومية، وأخيرا تم وضعه في الطابق الثالث حيث تعرض مجددا للضرب وسوء المعاملة من قبل السلطات اللبنانية.

وتُعَد أصناف سوء المعاملة التي تعرض لها السيد سيو نموذجية على غرار ما يتعرض له باقي المعتقلين في السجون اللبنانية، من معاملة وحشية وشتى أصناف التعذيب. وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2009، نشرت الكرامة تقريرا بعنوان "التعذيب في لبنان: حان الوقت لكسر هذا الأسلوب" (متوفر باللغة الإنجليزية فقط)، سجلت فيه منظمتنا حالات مماثلة، وكشفت فيه عن ممارسة التعذيب في لبنان.

وللإشارة، تجري حاليا محاكمة السيد سيو، ولم تسمح مصالح الاستخبارات العسكرية السورية حتى الوقت الراهن لأسرته بزيارته. ولا يزال السيد سيو يعاني من الإصابات الناجمة عن الضرب أثناء احتجازه.

عملية اعتقال الإخوة النعسان وتعرضيهما للتعذيب

استناد إلى تهم تتعلق بالإرهاب، والاشتباه في صلتيهما بأنشطة إرهابية، تم إلقاء القبض على السيد كمال النعسان وشقيقه مالك النعسان، في 26 شباط/ فبراير 2007 في منزلهما الكائن في جبل لبنان. واقتيد الشقيقان إلى مركز فرع المعلومات في بيروت، حيث تعرضا هناك للتعذيب. وظل كمال نعسان رهن الاعتقال السري لمدة سبعة أشهر في الحبس الانفرادي في مركز فرع المعلومات في بيروت ومباني ذلك فرع الذي يقع في سجن رومية. ومن بين الأخويين النعسان، فإن كمال هو من عانى بدرجة أكثر، كما تم نقله بين هذين المقرين المخصصين للاعتقال عدة مرات. واحتجز لمدة 47 يوما في الطبق تحت الأرضي في مركز فرع المعلومات حيث تعرض مرارا للتعذيب لعدة ساعات، مع الإشارة أن أعمال التعذيب التي تعرض لها كمال النعسان تشبه إلى حد كبير من حيث درجة فظاعتها، تلك التي تعرض لها مصطفى سيو. ويوجد كامل النعسان حاليا في الطابق الثالث من المبنى "ب" في سجن رومية.

أما فيما يخص مالك النعسان، فقد تم تبرئته رسميا وأفرج عنه في 6 تشرين الثاني 2007 بعد احتجازه لمدة عام وتعرضه للتعذيب خلال كامل مدة احتجازه. وبعد تبرئته، تم نقله إلى مركز الاعتقال التابع للمديرية العامة للأمن العام في لبنان، حيث بقي حتى 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2007، ثم تم ترحيله في وقت لاحق إلى سوريا حيث اعتقل في فرع فلسطين التابع لإدارة الأمن السياسي، ليطلق سراحه أخيرا في نيسان / أبريل 2008.

عملية اعتقال محمد طه وتعرضه للتعذيب

بعد إلقاء القبض على السيد محمد طه في شهر 9 نيسان/ابريل 2003 من قبل أجهزة المخابرات اللبنانية، صدر في حقه لاحقا في 20 كانون الأول/ ديسمبر 2003 حكم بالسجن لمدة اثني عشر عاما استنادا إلى تهم تتعلق بالإرهاب.

وهو محتجز حاليا في الطابق الثالث من المبنى "باء" في سجن رومية المركزي، حيث تعرض لأشكال مختلفة من التعذيب خلال فترة اعتقاله. وأثناء نقله من زنزانته إلى العيادة (قسم العلاج بالأساليب الطبيعية) في 31 تموز / يوليو 2009، وقعت حادثة خطيرة، إذ أوقفه أحد رجال الدرك الذي أخذ يشتمه في بادئ الأمر ثم انهال عليه ضربا بوحشية منقطعة النظير دون أن يبدر من محمد طه أي تصرف يبرر مثل هذا الاعتداء، ثم أعيد على الفور إلى الزنزانة دون أي رعاية طبية، مع الإشارة أنه لم يتمكن أي طبيب من معالجة إصاباته الناجمة عن الحادث الذي وقع في ذلك اليوم.

التعذيب في لبنان إلى ما لانهاية

لقد قامت الكرامة بعمل واسع النطاق بشأن مسألة التعذيب في لبنان، وتمكنت بالتالي من توثيق العديد من الحالات. وتعكس هذه الحالات الأربع الأخيرة درجة وسعة نطاق ممارسة التعذيب في السجون ومراكز الاحتجاز في لبنان. وقدمت الكرامة هذه الحالات الأربع إلى المقرر الخاص المعني بالتعذيب في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2009 لممارسة المزيد من الضغط على السلطات اللبنانية بحيث لا يقتصر الأمر على عدم تعريض الأشخاص المذكورين أعلاه للتعذيب، بل ويمتد إلى ضرورة وضع حد لممارسة التعذيب بشكل عام.

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم 0041227341007