بناء على قرار الأمم المتحدة 168 المؤرخ بـ 31 أكتوبر 1947 يُحتفل باليوم السنوي للمنظمة الأممية الذي يصادف 24 تشرين الأول/أكتوبر، إحياء للذكرى السنوية لدخول ميثاق الأمم المتحدة حيز التنفيذ في عام 1945.
ويحدد هذا الميثاق في مادته الأولى مقاصد المنظمة، ويتمثل المقصد الأول في: "(1) حفظ السلم والأمن الدولي، وتحقيقا لهذه الغاية تتخذ الهيئة التدابير المشتركة الفعالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم ولإزالتها، وتقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الإخلال بالسلم، وتتذرع بالوسائل السلمية، وفقا لمبادئ العدل والقانون الدولي، لحل المنازعات الدولية التي قد تؤدي إلى الإخلال بالسلم أو لتسويتها."
غير أن تاريخ المنظمة يبين أنها في كثير من الحالات عجزت عن تحقيق هذا المقصد. وجاءت الحرب على غزة لتظهر بشكل جلي ضعف المنظمة وعجزها عن القيام بمهاهما في إحلال السلم، وهوانها على حكومة ناتنياهو الذي وصل بها الأمر إلى اعتبار الأمين العام أنطونيو غوتيريش شخصا غير مرغوب فيه في إسرائيل، وذلك بعد عدة وقائع مهينة للمنظمة، كمهاجمة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، وتمزيق السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة لميثاق المنظمة أمام الملأ.
إن هذا الوضع المزري لمنظمة الأمم المتحدة يكشف عن فشل فادح في أسلوب الحوكمة وعملية اتخاذ القرار على أعلى مستويات المنظمة، وهو الأمر الذي فطنت إليه العديد من الأطراف الدولية وطالبت بإصلاح المنظمة، وأطلق البعض شعار "العالم أكبر من خمسة"، في إشارة إلى الدول الخمس الدائمة العضوية التي تمتلك زمام القرار من خلال حق النقض (الفيتو).
لقد ساعد استخدام "حق الفيتو" الولايات المتحدة على تقديم أفضل دعم للحكومة الإسرائيلية بإفشال صدور أي قرار من مجلس الأمن يلزمها بضرورة وقف احتلال أراضي فلسطين وجريمة الإبادة الجماعية وأعمال العنف ضد الشعب الفلسطيني أو إفشال أي قرار يدين جيش الاحتلال الإسرائيلي باستخدام القوة المفرطة.
إن الأمم المتحدة، التي تضم بين صفوفها موظفين وخبراء مستقلين مؤهلين وملتزمين بتحقيق مقاصد المنظمة – وتتعامل الكرامة مع العديد منهم في مجال حقوق الإنسان –، لا يمكن أن تثبت مصداقيتها إلا إذا قامت بتنفيذ إصلاحات جوهرية في نظامها الداخلي وطرائق عمل أجهزتها ووكالاتها المختلفة.