اليمن: اتفاق تبادل الأسرى والمختطفين لا يعفي من المساءلة إزاء اعتقال الصحفيين والتعذيب

اتفاق تبادل الأسرى والمختطفين في اليمن

تعبر الكرامة عن ترحيبها بالتوصل إلى اتفاق بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة، يُفضي إلى إنهاء معاناة أربعة صحفيين مختطفين ومحكوم عليهم بالإعدام من طرف جماعة الحوثيين (أنصار الله)، غير أن هذه الخطوة لا تعفي مختلف الأطراف المتورطة في انتهاكات حقوق الإنسان من المسؤولية الجنائية والمساءلة، لا سيما في ما يتعلق بجرائم تقييد الحرية والإخفاء القسري والتعذيب والقتل خارج نطاق القضاء.

وأوضح مدير الكرامة المحامي رشيد مصلي أن "بلدًا مثل اليمن يشهد حالة سائدة من الإفلات من العقاب إزاء انتهاكات حقوق الإنسان يتوجب التعامل بحذر حيال مسائل تحقيق العدالة والإنصاف بحيث لا تغدو الرغبة في تحقيق إنجاز سياسي نحو السلام وإنهاء الحرب على حساب حق الضحايا في العدالة ومساءلة منتهكي حقوق الإنسان".

وتعتبر قضية الصحفيين المختطفين واحدة من الانشغالات التي أولتها الكرامة اهتماما طوال السنوات الماضية، وقدمت بشأنها شكاوى أمام الإجراءات الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

وجاء في بيان مشترك لمكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن واللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن "أطراف النزاع في اليمن اختتمت اجتماعًا استمر لعشرة أيام في سويسرا تم الانتهاء فيه من وضع الخطة التنفيذية لإطلاق سراح 887 من المحتجزين لأسباب تتعلق بالنزاع".

ورغم أن الصفقة انطوت على مقايضة مجحفة تتعلق بإطلاق صحفيين ونشطاء سلميين مختطفين لدى جماعة الحوثي، مقابل مقاتليها الأسرى؛ غير أنها تعد فرصة لإنهاء معاناة عشرات الضحايا وعائلاتهم، على أن ذاك لا يعفي من المساءلة الجنائية عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تعرض لها ضحايا الاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب وسوء المعاملة.

نشاط الكرامة

في أبريل/ نيسان 2021، وجهت الكرامة نداءً عاجلاً إلى المقرّرة الخاصة المعنيّة بحالات الإعدام خارج نطاق القانون أو بإجراءات موجزة أو تعسفًا آغنيس كالامارد، بشأن أربعة صحفيين معتقلين في اليمن، كانوا يواجهون خطر الإعدام بموجب محاكمة أمام الجزائية المتخصصة الخاضعة لجماعة الحوثيين، تفتقر للحد الأدنى من معايير العدالة.

والصحفيون هم: توفيق المنصوري، حارث حميد، أكرم الوليدي، عبد الخالق عمران، كانت الكرامة تابعت قضيتهم منذ سنوات إلى جانب خمسة آخرين من رفاقهم أطلق سراحهم منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2020، بموجب اتفاق تبادل الأسرى والمختطفين.

وكانت الكرامة وجّهت في 3 سبتمبر/ أيلول 2015، نداءً عاجلاً إلى الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي بالأمم المتحدة بشأن الصحفيين التسعة الذين اختطفهم مسلحون حوثيون بالعاصمة صنعاء يوم 9 يونيو/ حزيران 2015، واقتادوهم إلى وجهة مجهولة، قبل أن يظهروا في سجون مختلفة، كشفوا لأهاليهم عن تعرضهم للتعذيب الرهيب وسوء المعاملة، واختطفوا على خلفية نشاطهم في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان.