17 أغسطس 2010
اعتقلت قوة أمنية كبيرة في العاصمة اليمنية صنعاء الصحفي عبدالإله حيدر شائع، مساء أمس الاثنين 16 آب/ أغسطس2010، للمرة الثانية، حيث كان اعتقل سابقاً في حزيران/ يوليو الماضي، ثم أفرج عنه بعد تعرضه لسوء معاملة، واستجوابه حول آراء أدلى بها علناً لقناة "الجزيرة" الفضائية.
وأفاد شهود عيان بأن قوة أمنية، يعتقد أنها تابعة لقوات مكافحة الإرهاب، وتتكون من عدة أطقم عسكرية حاصرت المنطقة التي يقع فيها منزل السيد شائع الكائن في حي التحرير وسط العاصمة صنعاء، وذلك عند الساعة السادسة والنصف مساءً، وهو موعد الإفطار عند المسلمين في شهر رمضان، وقام عدد من أفراد القوة يرتدون الزي العسكري باقتحام المنزل، وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء، ثم قاموا بتقييد الأشخاص الموجودين داخل المنزل، مصوبين إلى رؤوسهم الأسلحة، وطلبوا منهم عدم التحرك، قبل أن يقتادوا السيد شائع على متن باص (زجاج معتم) إلى جهة مجهولة، يعتقد أن يكون قد اقتيد إلى مقر جهاز الأمن القومي "المخابرات".
وقال الشهود إن الجنود قاموا بتفتيش منزل السيد عبدالإله شائع وأخذ بعض المتعلقات الشخصية، وأكدت بأن السيد شائع طلب من المهاجمين إظهار أي أوامر من جهة قضائية بالقبض عليه أو تفتيش المنزل لكنهم رفضوا.
وكان عناصر من الاستخبارات بلباس مدني، اختطفوا مساء الأحد، 11 تموز/ يوليو 2010، الصحفي والإعلامي البارز عبد الإله حيدر شائع من أحد شوارع العاصمة صنعاء، واقتادوه إلى جهة مجهولة، تبين لاحقاً أنها مقر تابع لجهاز الأمن السياسي، قبل ان يطلق سراحه بعد ساعات، أوقف خلالها في أحد مقرات الأمن، حيث تعرض لسوء المعاملة وأُخضع لاستجواب من طرف محققين أمنيين وجهوا له أسئلة تتعلق بآراء صحفية أدلى بها لقناة الجزيرة الفضائية.
وقال الصحفي شائع لمندوب الكرامة في اليمن إنه اختطف من قبل عناصر تابعة لأحد جهازي المخابرات اليمنية "الأمن السياسي أو القومي"، لم يتمكن من تحديد أيّ منهما..
وأضاف أنه اقتيد بالقوة إلى مقر أمني، وهو مغطى العينين، ومقيد اليدين إلى الخلف، وأنه أُدخل إلى المقر الأمني، الذي لم يتمكن من تحديد موقعه بالضبط، لكنه عرف أنه في مكان يقع تحت الأرض.
وأكد شائع عقب إطلاق سراحه في المرة السابقة أن أربعة محققين تعاقبوا على استجوابه لمدة ست ساعات، وهو معصوب العينين ومكبّل اليدين، مشيراً إلى أن أسئلة المحققين كانت روتينية حول أسرته وأصدقائه، وتصريحاته لوسائل الإعلام بشأن تنظيم القاعدة في اليمن.
وتابع بأن أحد المحققين اعتدى عليه بالضرب، موجهاً له لكمة في فمه، كما أُجبر فيما بعد على تغيير ملابسه وارتداء ملابس السجناء، وتم التقاط صور له جانبية وأمامية، وهو يحمل لافتة مكتوب عليها رقم.
وبعد جلسة التحقيق المطولة، اقتيد الصحفي شائع معصوب العينين، وأنزل في شارع الزبيري بوسط العاصمة صنعاء، حوالي الساعة الرابعة من فجر اليوم الاثنين.
ورغم إطلاق سراح الصحفي شائع في المرة السابقة، إلا أنه ظل يتلقى تهديدات واتصالات من قبل ضباط أمن يطالبونه بعدم الإدلاء بأي تصريحات إلى وسائل الإعلام، كما أن المحققين طلبوا منه أثناء الاستجواب عدم التصريح لأي قناة فضائية دون الرجوع إلى أجهزة الأمن.
وأضاف بأن هذه العملية محاولة لتهديده وإسكاته، لكن ذلك لن يثنيه عن عمله الصحفي وحقه في التعبير عن آرائه علناً وبالطرق السلمية..
وكانت الكرامة عبرت عن قلقها الكبير حيال المضايقات المستمرة بحق الصحفي شائع، ومحاولة إسكاته وحرمانه من حقه في حرية التعبير.. وهو الأمر الذي تؤكد عليه هنا مرةً أخرى، كما نعبر عن الأسف الشديد لما تعرض له السيد شائع من اعتقال وسوء معاملة، وتؤكد الكرامة استمرارها في متابعة تطورات هذه القضية والتصرف وفقاً للإجراءات القانونية المناسبة.
ويعد الصحفي عبدالإله حيدر شائع (32 سنة) من أبرز الصحفيين المتخصصين في شؤون الجماعات الإسلامية في اليمن، ويقيم في منطقة التحرير بالعاصمة صنعاء، وهو متزوج، ويعمل صحفياً وباحثاً في وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، وقد تمكن من إجراء مقابلات صحفية مع قادة ما يسمى (تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب) ونشرت تلك المقابلات على نطاق واسع في الصحف المحلية والعالمية، ويستضاف السيد شائع في الكثير من برامج التلفزة ووسائل الإعلام للحديث عن الأوضاع في اليمن، وتعتبره الكثير من وسائل الإعلام الأميركية والأوربية أحد أبرز الصحفيين المتخصصين في قضايا الأمن والجماعات الإسلامية في اليمن.
ويتمتع الصحفي شائع بشهرة واسعة في الأوساط الصحفية في اليمن وخارجه، وله مساهمات إعلامية وبحثية متميزة، ويعرف عنه أسلوبه العلمي والموضوعي وله آراء علنية ينتقد فيها السياسات الأميركية في المنطقة العربية واليمن، خاصة تلك السياسات التي تتبعها واشنطن في سياق الحرب على ما يسمى "الإرهاب".