السعودية: الاحتجاز التعسفي يطال السيد "أبو هيكل" منذ 15 شهراً

وجهت الكرامة، اليوم، مذكرة إلى الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي بشأن قضية السيد بلال أبو هيكل، لبناني الجنسية، تعتقله السلطات السعودية منذ يوليو/ تموز 2009، من دون أي إجراءات قانونية.

وكان السيد أبو هيكل سافر إلى المملكة العربية السعودية يوم 18 يوليو/تموز 2009 للعمل في شركة هندسة في الرياض ولدى وصوله مطار الرياض اعتقل على الفور، ولم تكن لدى عائلته أي أنباء عن مصيره أو مكان وجوده حتى ورود مكالمة في مارس/آذار 2010 عندما أبلغت عائلته بأنّ السيد أبو هيكل موجود في سجن حائر، الرياض. وأخيراً استطاعت عائلته زيارته في أبريل/نيسان 2010. لكنه حتى اليوم، وبعد أكثر من سنة وثلاثة أشهر من إلقاء القبض عليه، لا يزال السيد أبو هيكل معتقلاً في سجن أبها في جنوب المملكة العربية السعودية و لم يتم عرضه أمام قاض كما أنه لم تتم محاكمته.

وكان السيد بلال أبو هيكل، المولود في عام 1987، قد انتقل إلى المملكة العربية السعودية من منزل عائلته في عنجر، في وادي البقاع، شرق لبنان، وذلك للإقامة في السعودية بغية التدرب في إحدى الشركات الهندسة في الرياض، بعد أن درس الهندسة المدنية في إحدى الجامعات اللبنانية الخاصة، وكان هدفه اكتساب بعض الخبرة في العمل كمهندس في السعودية.

في 18 يوليو\تموز 2009، وصل السيد أبو هيكل إلى مطار الملك خالد الدولي في العاصمة السعودية الرياض، وهناك اعتقل من قبل قوات الأمن السعودية، فيما ظلّت عائلته تجهل مصيره ومكان وجوده لفترة التسعة أشهر الأولى. حينها قدمت الكرامة قضية السيد أبو هيكل إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري في 15 أكتوبر\تشرين الأول 2009. وفي وقت لاحق، نظر إلى قضية السيد أبو هيكل من قبل الفريق العامل (القضية رقم 10002778)، وأحيلت إلى حكومة المملكة العربية السعودية.

وكان السيد أبو هيكل قد منح بشكل مفاجئ إمكانية الإتصال بعائلته في مارس\آذار 2010، ومنذ ذلك الحين يسمح له بالإتصال أسبوعياً بأهله. كما سمح أيضا لوالديّ السيد أبو هيكل بزيارته في أبريل\نيسان 2010 في سجن حائر، بالقرب من الرياض. ومن ثم، في أواخر نيسان / أبريل 2010 تم نقله إلى سجن أبها في جنوب المملكة العربية السعودية، ومنذ ذلك الحين أصبح صعباً للسيد هيكل التواصل مع أهله كونه لم يعد قادراً على التحدث معهم إلا مرة واحدة في الشهر ولمدة عشر دقائق فقط.

وبرغم ظهور السيد أبو هيكل بعد تسعة أشهر من إختفائه، إلا أنه لم يبلّغ بعدُ بالتهم الموجهة إليه، ولم يقدم أمام قاض ولم يوفر له إمكانية الطعن في شرعية احتجازه منذ اعتقاله، وهو ما يتعارض مع القانون المحلي السعودي، ولا سيما المادة 36 من القانون الأساسي للحكومة. وقد حاولت عائلة السيد أبو هيكل، التواصل مع كل من وزير داخلية المملكة العربية السعودية، الأمير نايف بن محمد، ووزارة الخارجية اللبنانية في شأن قضية السيد بلال، غير أنها لم تتلق أي رد رسمي.

وفي ضوء المعلومات الواردة أعلاه، قدمت الكرامة قضية السيد بلال أبو هيكل إلى الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي، على اعتبار أنه بالفعل معتقل بصورة تعسفية، وبأن اعتقاله يندرج تحت كل من الفئتين الأولى والثالثة من الفئات المتعلقة بالاحتجاز التعسفي. وطلبت من الفريق العامل إصدار رأي بشأن الطابع التعسفي لاحتجاز السيد أبو هيكل، حتى تضع السلطات السعودية حداً للاعتقال التعسفي، إما عن طريق الإفراج عنه فوراً، أو تقديمه لمحاكمة إن كان ثمة تهمة.

وعلاوة على ذلك، طلبت الكرامة أن يحصل السيد أبو هيكل على تعويض مناسب عن فترة احتجازه، وأن تبلغ المملكة العربية السعودية، الفريق العامل، عن جميع الخطوات التي ستتخذها لمعالجة قضية السيد أبو هيكل.

الجدير ذكره أنّ المملكة العربية السعودية انضمت إلى الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب في 23 سبتمبر 1997 وهي عضو في مجلس حقوق الإنسان (2009-2012) .