المملكة العربية السعودية: وفاة المواطن اليمني، السيد سلطان الدعيس ، تحت التعذيب أثناء الاعتقال

sultanaddoias
المواطن اليمني سلطان الدعيس

ألقي القبض على المواطن اليمني، سلطان الدعيس، في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2006 في الرياض من قبل جهاز المباحث العامة من دون أمر قضائي. وقد تم اعتقاله دون أن توجه إليه أدنى تهمة قانونية، كما تم نقله إلى عدة سجون، حيث تعرض لشتى أصناف التعذيب. وفي يوم 1 كانون الأول/ ديسمبر، لقي حتفه تحت وطأة التعذيب.

وبناء عليه راسلت الكرامة فريق العمل المعني بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء والمقرر الخاص المعني بالتعذيب، بتاريخ 22 كانون الأول/ ديسمبر 2010، تلتمس منهما التدخل بشكل عاجل لدى السلطات السعودية، وكذلك ليقدما لها ما تلقياه من مزاعم التعذيب، وحث هذه السلطات على الشروع في تشريح جثة سلطان الدعيس، بحضور طبيب شرعي من اختيارهما ليقدم يد المساعدة للطبيب الشرعي المعين من قبل هذه السلطات، التي يتعين عليها إجراء تحقيق شامل ونزيه في الأسباب الحقيقية للوفاة، وتحديد هوية الجناة ومحاكمتهم وإدانتهم.

kids_addoais
أطفال السيد سلطان محمد عبده الدعيس

كان السيد سلطان محمد عبده الدعيس، المواطن من جنسية يمنية والبالغ من العمر 32عاما ومتزوج وأب لثلاثة أطفال، مقيما في الرياض، في المملكة العربية السعودية حيث كان يعمل تاجرا. وقد ألقي عليه القبض في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2006 في الرياض من قبل عناصر تابعين لجهاز المباحث العامة.

ولم يتم عرضه قط أمام أية سلطة قضائية، كما لم يكن يوما محل متابعة قضائية. ومع ذلك، ظل رهن الاعتقال السري أثناء جل الفترة التي قضاها في الحجز، خارج أي إطار قانوني لأكثر من أربع سنوات، وقد باءت جميع المساعي التي بذلتها عائلته للإفراج عنه، بالفشل.

وتم نقله، طيلة هذه السنوات، مرة تلو الأخرى، إلى مراكز اعتقال مختلفة. وبعد اعتقاله سرا في بادئ الأمر لمدة أربعة أشهر في سجن عليشة إثر عملية القبض عليه، نُقِل بعدها إلى سجن الحائر، قبل حبسه مرة أخرى في سجن القسيم.

بالإضافة إلى حرمانه بشكل تام من الحماية القانونية الواجبة، تعرض لمعاملة بالغة القسوة، مما يؤكد التحامل الشرس الفعلي على شخصه. وفي ظل هذه الأجواء الخطيرة، أبلغ أفراد أسرته، عدة مرات، بأنه يتعرض باستمرار لعمليات اضطهاد وتعذيب منهجي من قبل إدارة السجن، حيث تعرض بوجه خاص، إلى الضرب بوحشية منقطعة النظير، وإلى الإذلال والحرمان من النوم بشكل منتظم، كما أخبر ذويه بأنه تعرض عدة مرات لصدمات كهربائية. وأفاد مؤخرا، قبل فترة وجيزة من وفاته، بأنه تم استجوبه، عبر استخدام شتى أصناف التعذيب الجسدي والنفسي من أجل انتزاع منه اعترافات، لتستغلها السلطات لإدانة سجناء آخرين.

وخلال آخر زيارة تلقاها من أسرته في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2010، أبلغهم السيد الدعيس بأنه تلقى تهديدات بالقتل من أحد الضباط المسؤولين عن عمليات الاستجواب، ذكر لهم اسمه.

وشعورا منهم ببالغ القلق نظرا لخطورة هذه المعلومات، حاول أفراد الأسرة عدة مرات إبلاغ السلطات السعودية بهذا الشأن، كما أخطرت أسرته المقيمة في اليمن السفارة السعودية في صنعاء.

وبعد وقت قصير على تلقيه هذه التهديدات، صرحت السلطات اليمنية أنها أبلغت من قبل السلطات السعودية بأن السيد الدعيس، قد توفي نتيجة إصابته بـ"ذبحة صدرية" وحثت عائلته على دفنه في عين المكان، وفي أسرع وقت ممكن. وبعد أن سمح لشقيقه برؤية جثمان المتوفى، لاحظت الأسرة أن جسد الضحية كان يحمل علامات واضحة تدل على ما تعرض له من تعذيب وضرب على أجزاء مختلفة من الجسم بما في ذلك الظهر والصدر.

وفي ضوء ذلك، رفضت الأسرة التوقيع على وثيقة تتعلق بعملية تسليم جثة السيد الدعيس، وطلبت بدل ذلك بضرورة إجراء عملية تشريح الجثة لتحديد سبب الوفاة، غير أن السلطات المعنية، لم تستجب حتى الآن، لهذا الطلب.
وبناء عليه، طلبت أسرة الضحية السلطات السعودية بإعادة رفات القتيل إلى اليمن ليتسنى لهم إجراء تشريح الجثة هناك قبل دفنه، فكان رد السلطات السعودية على هذا الطلب، بان تقدمت باقتراح لدفن الجثة في مقبرة البقيع في المدينة المنورة، إحدى البقاع المقدسة في الإسلام، وكان واضحا أن وراء ذلك الاقتراح، ثمة رغبة في تجنب عملية إعادة جثمان الضحية إلى بلده اليمن، مثلما كانت ترغب في ذلك أسرته..

وإلى يومنا هذا، لم تتمكن عائلة الضحية، التي تتعرض لضغوط جمة لا تطاق من السلطات السعودية، من الحصول على الموافقة لإعادة جثمان الضحية إلى بلده لإجراء تشريح الجثة قبل دفنها.