الكرامة تطلق تقريرها السنوي لعام 2017 الذي يسلط الضوء على قضايا حقوق الإنسان الأكثر إلحاحًا في العالم العربي

.

في آذار / في 29 مارس 2018، أطلقت الكرامة تقريرها السنوي لعام 2017  الذي تطرقت فيه إلى قضايا حقوق الإنسان الأكثر إلحاحاً في دول العالم العربي في ظل التطورات السياسية والتشريعية الرئيسية التي ع المنطقة على مدار العام.

“كانت المنطقة العربية مجدداً وعلى مدار سنة 2017، مسرحاً لأفظع انتهاكات حقوق الإنسان. فبينما تفتقر البلدان التي تعيش نزاعات مسلحة مفتوحة، مثل العراق وليبيا وسوريا واليمن، إلى عمليات سلام جادة، تشهد بلدان أخرى بدرجات متفاوتة توترات متزايدة مع جيرانها. اقتران هذا الوضع بالتدخل العسكري الاجنبي عصف بأهم حقوق الإنسان الأساسية في المنطقة"

في هذا العام، قدمت الكرامة دعمها القانوني لـ 516 شخصا من ضحايا الاختفاء القسري والتعذيب والاعتقال التعسفي والإعدام خارج نطاق القضاء، وأحالت 12 تقريراً إلى الهيئات المنشأة بمعاهدات ومجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة. ومن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي لوحظت خلال هذا العام قيام دول المنطقة بفرض مزيد من القيود على الحق في حرية الرأي التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع السلمي ولجأت في ذلك إلى التشريعات القمعية والمضايقات القضائية.

تبرر حكومات الدول العربية هذه القيود في العديد من الحالات بمكافحة الإرهاب، التي أضحت "الذريعة" بامتياز لإسكات الأصوات المعارضة السلمية وانتهاك حقوق الإنسان الأساسية على نطاق واسع. وهكذا تواصلت في عام 2017 انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة بحجة مكافحة الإرهاب بشكل نمطي، وهو ما تؤكده تقارير التي أصدرتها العديد من هيئات الأمم المتحدة المنشأة بمعاهدات والإجراءات الخاصة بعد قيامها بالزيارات القطرية الرسمية والاستعراضات.

وأخيراً، وكما في السنوات السابقة لاحظت الكرامة هذه السنة استفحال ممارسة الأعمال الانتقامية ضد المدافعين عن حقوق الإنسان في دول العالم العربي، بمن فيهم المتعاونين مع آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة. ويظهر ذلك جليا في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة لسنة 2017 بشأن ممارسة الأعمال الانتقامية ضد الأشخاص المتعاونين مع الأمم المتحدة.  وقد تطرق التقرير لـ 29 دولة تعرض فيها الأفراد لهذه الأعمال - بما في ذلك تجميد الأصول ، وحظر السفر ، والاعتقال التعسفي ، والاختفاء القسري والتعذيب - بسبب تعاونهم مع آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة. واستأثرت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بثلث إجمالي الدول المذكورة؛ منها الجزائر والبحرين ومصر وإسرائيل وموريتانيا والمغرب وعُمان والمملكة العربية السعودية والسودان والإمارات العربية المتحدة.

وكما نبه إلى ذلك مجلس أمناء الكرامة في مقدمة التقرير، تصاعدت انتهاكات حقوق الإنسان في العالم العربي في السنوات الأخيرة بينما "تغض معظم الدول الغربية الطرف عن الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان نتيجة لتصاعد التيارات الشعوبية أو لاعتباراتها الجيوستراتيجية"، وفي هذا السياق، نود التذكير بأن "عمل المنظمات الحقوقية، مثل الكرامة، التي ترنو لعالم عربي يعيش فيه جميع الأفراد بكرامة بعيدا عن الظلم أصبح أمراً حيوياً".  لهذا فإن حملات التشهير والأعمال الانتقامية التي تعرضت لها الكرامة خلال عام 2017، لن تنال من عزيمتها بل لن تزيدها إلا تصميماً وإصرارا على مواصلة مسيرتها وتقديم دعمها القانوني دون تمييز لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

لمزيد من المعلومات

الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org

أو مباشرة على الرقم 0041227341007