رفعت الكرامة نداءا عاجلا إلى الفريق الأممي العامل المعني بالاختفاء القسري تطالبه فيها بالتدخل فورا لدى السلطات الإماراتية لمطالبتها بالإفصاح عن مكان اعتقال السيد سعود كليب الطنيجي، الذي اختفى من مطار دبي الدولي منذ 29 ديسمبر 2012 وانقطعت أخباره.
و يعيش السيد سعود كليب الطنيجي بإمارة رأس الخيمة مع أسرته المكونة من زوجة وأربعة أولاد، ويعمل موظفا بمركز المعمورة الصحي براس الخيمة. وينتمي لتيار الإصلاح الذي ينادي بالتغيير السلمي في البلاد. وكان يعمل مدرسا قبل أن يجبر على تغيير منصبه من وزارة التربية والتعليم إلى وزارة الصحة. وهذا إجراء اتخذته السلطات في إطار خطتها الأمنية في حق جميع الناشطين والمطالبين بالإصلاح. فإما العزل أو التنقيل.
وكان متوجها إلى السعودية لإداء مناسك العمرة في 29 ديسمبر 2012 انطلاقا من مطار دبي الدولي، حين اعتقل من طرف قوات الأمن بالمطار دون إبراز أية وثيقة أو إذن قضائي يسمح لهم بذلك الذين ثم سلموه لرجال بملابس مدنية، واختفى منذ ذلك الحين. و يعتقد أن الرجال الذين قاموا بهذه العملية ينتمون إلى مباحث أمن الدولة نظرا لأن القبض والاختفاء جرت في المطار، ولتشابه هذه الحالة مع حالات أخرى توصلت بها الكرامة تم فيها اعتقال أشخاص واختفاؤهم بنفس الطريقة.
واتصلت عائلته بعد ثلاثة أيام من اختفائه، بنيابة أمن الدولة للسؤال عن مكان احتجازه التي نفت معرفتها بذلك، كما اتصلت بالجمعية الإماراتية لحقوق الإنسان إلا أن كل جهودها باءت بالفشل.
وتذكر الكرامة أن الاختفاء القسري يعد من أخطر الانتهاكات لحقوق الإنسان، وأن المسؤولين عنها قد يتعرضون لمتابعات قضائية، أينما حلوا خارج البلاد، وذلك في إطار الولاية القضائية العالمية .
وتضيف الكرامة أنها طرحت موضوع ظاهرة الاختفاء القسري بدولة الإمارات التي أصبحت ممارسة منهجية، وعبرت عن قلقها الشديد عن وضعية المختفين خلال اجتماعها الأخير منتصف شهر مارس مع خبراء فريق العمل الأممي المعني بالاختفاء القسري. ,اشارت أن مجموعة الإصلاحيين 94 الذين يحاكمون حاليا تعرضوا للاختفاء القسري طيلة الفترة التي سبقت محاكمتهم تعرضوا خلالها لأصناف من التعذيب وسوء المعاملةز وأيضا إلى مجموعة المصريين الذين لا زالوا مختفين لحد الآن.
وناشدت الكرامة في ندائها العاجل من الفريق العامل المعني بالاختفاء القسري بالتدخل الفوري لدى السلطات الإماراتية ومطالبتها بفتح تحقيق في اختفاء السيد الطنيجي وحالات الاختفاء الأخرى وطمأنة أسرته، ووضعه تحت حماية القانون والإفراج الفوري عنه.