Skip to main content
غزة والعمل الإنساني

في 11 ديسمبر/ كانون الأول 2008، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا باعتبار يوم 19 آب/أغسطس من كلّ عام يومًا عالميًا للعمل الإنساني "إسهامًا في زيادة الوعي العام بأنشطة المساعدة الإنسانية في جميع أنحاء العالم وبأهمية التعاون الدولي في هذا الصدد، وتكريمًا لجميع العاملين في مجال تقديم المساعدة الإنسانية وموظفي الأمم المتحدة والأفراد المرتبطين بها الذين يعملون للنهوض بالقضية الإنسانية، وإحياءً لذكرى من قضى نحبه منهم أثناء أداء مهامهم".

ويحلّ هذا اليوم هذا العام بينما تمرّ المنطقة العربية، وخاصة قطاع غزة، بإحدى أكثر الأزمات الإنسانية فداحة في تاريخها الحديث، حيث يعيش السكان تحت حصار خانق ووسط دمار ممنهج، في ظل حرب إبادة تُرتكب بحقهم، وتواجه المنظمات الإنسانية تحديات غير مسبوقة في أداء دورها.

تُعاني غزة من تجويع متعمّد، وانهيار شبه كامل للبنية التحتية، بما في ذلك المنشآت الصحية والتعليمية، ما أدّى إلى فقدان أبسط مقومات الحياة، وترك أكثر من مليوني إنسان أمام كارثة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم. إن استهداف المستشفيات والمدارس والمساجد ومرافق المياه والكهرباء لا يُعدّ فقط خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، بل هجومًا مباشرًا على الأسس التي يقوم عليها العمل الإنساني ذاته.

وفي ظل هذه الظروف القاسية، تُواجه المنظمات الإنسانية تضييقات شديدة تعرقل جهودها وتمنعها من إيصال المساعدات الضرورية. ويشكّل منع وصول الغذاء والدواء والماء، وتقييد حرية الحركة، انتهاكًا إضافيًا يفاقم معاناة سكان غزة، ويقوّض كل المبادئ التي أُنشئ اليوم العالمي للعمل الإنساني من أجل تعزيزها.

وبناءً على ذلك، تدعو الكرامة المجتمع الدولي — دولًا ومنظمات، وفي مقدمتها الأمم المتحدة والهيئات الإقليمية والدولية — إلى التحرك العاجل والفعّال من أجل:

▪ رفع الحصار فورًا والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق إلى سكان غزة.

▪ ضمان حماية المنشآت الصحية والتعليمية واحترام وضعها المحمي بموجب القانون الدولي الإنساني.

▪ توفير الحماية القانونية والعملية للعاملين في المجال الإنساني وتمكينهم من أداء مهامهم بأمان وحرية.

▪ اتخاذ خطوات فورية لوقف الحرب التي تُهدّد حياة المدنيين وتخلق أزمة إنسانية غير مسبوقة.

إنّ إحياء اليوم العالمي للعمل الإنساني في ظل ما يشهده قطاع غزة من معاناة لا توصف، يجب أن يكون أكثر من مجرد مناسبة رمزية؛ إنه نداء ملحّ لتجديد الالتزام الجماعي بالقيم الإنسانية الأساسية، واحترام القانون الدولي، وحماية كرامة الإنسان حيثما وُجد، وفي كل وقت.