تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تعبّر الكرامة عن قلقها إزاء تصاعد وتيرة الانتهاكات ضد الصحفيين في العالم العربي خلال العام المنصرم 2020، وفق البيانات الصادرة عن المنظمات الدولية المعنية بالدفاع عن الصحافيين، بما في ذلك الإحصائيات الصادرة عن الاتحاد الدولي للصحافيين، ومقره بروكسل، والذي يفيد بمقتل 60 صحفيا وعاملا في الحقل الإعلامي حول العالم خلال عام 2020، فيما تشير لجنة حماية الصحافيين، ومقرها نيويورك، بوجود ما لا يقل عن 274 صحفيا وراء القضبان، وهو أكبر رقم تسجله اللجنة منذ أوائل التسعينيات.

أدان خبراء حقوق إنسان أمميون الحكم الصادر بحق الصحفي الجزائري والمدافع عن حقوق الإنسان خالد درارني، والذي أصبح رمزا لحرية الصحافة في بلاده. ودعا الخبراء، في بيان، السلطات الجزائرية إلى إلغاء الحكم وإطلاق سراحه فورا.
وقال الخبراء: "ندين بأشد العبارات الممكنة عقوبة السجن لمدة عامين التي فرضت على صحفي كان يؤدي وظيفته ببساطة، وندعو السلطات الجزائرية إلى التراجع وإطلاق سراح السيد درارني".

بعد التعديلات التي أدخلت على قانون العقوبات باعتماد القانون رقم 20-06 المؤرخ في 28 أبريل/ نيسان 2020، طلبت الكرامة من عدد من الخبراء المستقلين إجراء دراسة مشتركة حول أوضاع الحقوق والحريات الأساسية في الجزائر، والتي لا تزال مستمرة في التدهور منذ انطلاق الحراك الشعبي في فبراير/ شباط 2019.

في 4 سبتمبر 2020، أخطرت الكرامة المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ميشيل باشلي، بحملة التضليل والتشهير التي نفذتها الجهات الرسمية الجزائرية عبر وكالة الأنباء الجزائرية، ومؤسسة التليفزيون العام، القناة الرسمية للدولة الجزائرية ENTV،

أدانت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، بموجب شكوى تقدمت بها الكرامة، السلطات في الجزائر بخصوص المختفي قسريًا السيد أحمد محمود بريه المشهور بالخليل أحمد، مؤكدةً بأن الضحية "لا يزال محتجزاً بمعزل عن العالم الخارجي من قبل السلطات الجزائرية، وهو ضحية، مع عائلته، للاختفاء القسري منذ 6 يناير / كانون الثاني 2009 إلى أبريل / نيسان 2011، ثم من أبريل 2011 حتى الآن".

قدمت الكرامة، الاثنين 28 يوليو/تموز  2020، رسالة إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بشأن قضية الدكتور مسعود منيش، وهو محام جزائري اعتقلته الأجهزة الأمنية بولاية البليدة في 6 أبريل / نيسان 1996.
عند وصول السيد منيش إلى موقف السيارات أمام منزله في حي الحرية أولاد يعيش، مساء يوم 6 أبريل 1996، توقفت أمامه سيارة من دون لوحات ترخيص، ترجّل منها مجموعة أشخاص يرتدون ثيابًا مدنية، ألقوا عليه القبض، ثم اقتادوه على متن سيارتهم إلى جهة مجهولة، وقاموا في ذات الأثناء بالسطو على سيارته التي عُثر عليها لاحقًا محترقة بالكامل بالقرب من مقر اللواء المحلي للدرك الوطني.

في 5 يونيو/ حزيران 2020، تبنى فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالاحتجاز التعسفي القراار 7/2020، معلناً أن احتجاز فاضل بريكة تعسفي. والسيد بريكة من أصل صحراوي ويعيش في إسبانيا، اعتقله أفراد جبهة البوليساريو، عندما زار والدته المريضة في مخيم السمارة للاجئين في تندوف. طلبت عائلته مساعدة الكرامة التي قدمت نداءً عاجلاً إلى الإجراءات الخاصة للأمم المتحدة في 6 أغسطس/ آب 2019.

حيث أصدرت اليوم الغرفة الجزائية بمجلس قضاء الجزائر العاصمة حكما بالسجن لسنة في حق السيد كريم طابو، وهو أحد الوجوه البارزة في الحراك الشعبي السلمي الذي تعرفه الجزائر منذ 22 فيفري 2019.
السيد كريم طابو (42 سنة) هو الناطق الرسمي باسم الاتحاد الديمقراطي والاجتماعي (UDS)، الحزب الذي أنشأه في نوفمبر 2012، كما شغل منصب أمين عام لحزب جبهة القوى الاشتراكية (FFS) في الفترة ما بين 2006 إلى 2011، وهو حزب جزائري معارض أسسه حسين آيت أحمد في سبتمبر 1963.

إبراهيم دواجي، مناضل نشيط في الحراك بمدينة مستغانم، اعتقلته الشرطة بشكل تعسفي في 11 أكتوبر 2019. احتجز في سجن مستغانم فقرر خوض إضراب عن الطعام الذي دخل أسبوعه الخامس، فتدهورت حالته الصحية بشكل خطير، مما دفع السلطات السجنية إلى نقله على وجه السرعة في 5 نوفمبر 2019 إلى مستشفى مستغانم إثر معاناته من نزيف داخلي.

لم يفوِّت غريدي حمِّيدو، البالغ من العمر 76 عامًا، أي من تلك المظاهرات السلمية التي تشهدها الجزائر منذ 22 فبراير 2019. إنه شقيق شهيد ثورة نوفمبر 1954، محمد غريدي، الذي سُمِّي باسمه أحد أحياء الجزائر العاصمة.

ككل يوم جمعة وللمرة الثلاثين على التوالي، يخرج غريدي حمِّيدو إلى محطة مترو باش جراح رفقة جيرانه ومعارفه ممن يقطنون هذه المنطقة الشعبية من الجزائر، وجهتهم: وسط العاصمة، للالتحاق بالمتظاهرين السلميين.

عند مدخل المحطة، التفَّ حوله قرابة 15 شرطياً يرتدون بدلات نظامية، ثم أجبروه على الدخول في إحدى سيارات الشرطة المتوقفة على مقربة من محطة الميترو.