تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

في مناسبة اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري الذي يصادف الثلاثين من أغسطس/آب، تتابع منظمات حقوقية عربية ودولية بقلق بالغ استمرار تفشي ظاهرة الاختفاء القسري في عدد من الدول العربية، بما يجعلها واحدة من أخطر بؤر ممارسة هذه الجريمة عالميًا. فمع مرور عقود على انكشاف آلاف الحالات، لا يزال الضحايا مجهولي المصير، فيما تستمر الممارسات ذاتها على نحو ممنهج في بعض البلدان، ويتفاقم الوضع في ظل قوانين الطوارئ والنزاعات المسلحة.

نحن المنظمات الحقوقية الموقعة على هذا البيان نعبّر عن دعمنا الكامل للحركة الشجاعة التي بادر بها مئات من موظفي مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان ودعوا فيها السيد فولكر تورك، إلى تسمية الجرائم المرتكبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة باسمها الحقيقي، أي إبادة جماعية متواصلة. 

ونحن إذ نثمّن شجاعة أكثر من 500 موظف داخل منظومة الأمم المتحدة ممن رفعوا صوت الضمير المهني والإنساني، نؤكد أنّ الصمت أو المواربة في توصيف الوقائع لا ينسجم مع روح القانون الدولي ولا مع رسالة الأمم المتحدة ذاتها.

نحن، المنظمات الحقوقية الموقعة أسفله، نتابع ببالغ الصدمة والاستنكار الجريمة المروعة الجديدة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي اليوم 25 أوت 2025، حين استهدفت طائراته مجمع ناصر الطبي في خان يونس، مما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين، بينهم خمسة صحفيين كانوا يؤدون واجبهم المهني والإنساني في نقل الحقيقة وتوثيق الجرائم.

وقد أكدت المصادر الحقوقية والإعلامية أن الصحفيين القتلى هم:
- مريم أبو دقة – صحفية مستقلة،
- محمد سلامة – مصوّر صحفي بقناة الجزيرة،
- حسام المصري – مصور صحفي بوكالة رويترز،
- معاذ أبو طه – صحفي متعاون مع شبكة NBC،
- أحمد أبو عزيز – صحفي ميداني.

عرضت الكرامة قضيتي لخضر قليل (الجزائر) ومحمد حاجب (المغرب) أمام لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، واعترفت اللجنة رسميًا بالرجلين كضحيتين للتعذيب. 

في 11 ديسمبر/ كانون الأول 2008، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا باعتبار يوم 19 آب/أغسطس من كلّ عام يومًا عالميًا للعمل الإنساني "إسهامًا في زيادة الوعي العام بأنشطة المساعدة الإنسانية في جميع أنحاء العالم وبأهمية التعاون الدولي في هذا الصدد، وتكريمًا لجميع العاملين في مجال تقديم المساعدة الإنسانية وموظفي الأمم المتحدة والأفراد المرتبطين بها الذين يعملون للنهوض بالقضية الإنسانية، وإحياءً لذكرى من قضى نحبه منهم أثناء أداء مهامهم".

سعيًا وراء حياة أفضل، اختفى يوسف العرفي، وهو شاب سوري، في ليبيا التي مزقتها الصراعات.

كغيره من ملايين السوريين الفارين من جحيم الحرب وعدم الاستقرار، كان يأمل في العثور على الأمان في أوروبا، لكنه اضطر إلى اتخاذ طرق هجرة خطيرة بسبب استمرار انعدام الأمن في وطنه.

في مارس/ آذار 2024، غادر مدينة زوارة الليبية الساحلية، بهدف الوصول إلى إيطاليا عبر شبكة تهريب، بعد محاولة فاشلة سابقة في عام 2023.

في 7 مارس/ آذار 2024، اتصل العرفي بعائلته للمرة الأخيرة، وأبلغهم برحيله الوشيك، ولكن بعد بضعة أيام، اعترضته قوات خفر السواحل الليبي في البحر، واقتادته إلى أحد مكان مجهول.

نحن الجمعيات الحقوقية الموقّعة ندين بأشد العبارات الجريمة البشعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الأحد 10 أغسطس/ آب 2025، والمتمثلة في الاغتيال المتعمد لطاقم قناة الجزيرة في قطاع غزة، والذي أسفر عن مقتل الصحفي أنس الشريف وزملائه محمد قريقع، وإبراهيم ظاهر، ومؤمن عليوة، ومحمد نوفل، وإصابة الصحفي محمد صبح، جراء قصف مباشر استهدف خيمة الصحفيين أمام مستشفى الشفاء بمدينة غزة.  

تُعرب المؤسسات الحقوقية والقانونية الدولية الموقّعة أدناه عن استنكارها الشديد ورفضها القاطع للتصريحات الأخيرة الصادرة عن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، السيد ستيف ويتكوف، والتي أنكر فيها وجود مجاعة في قطاع غزة. وتأتي هذه التصريحات في تجاهل تام للحقائق الميدانية الموثقة والتقارير الدولية التي تؤكد وجود كارثة إنسانية غير مسبوقة تتهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني.

وإزاء هذا الإنكار للواقع، نؤكد على ما يلي:

في واقعة أثارت قلقًا حقوقيًا واسعًا، اعتقلت السلطات الماليزية الشاب المصري مروان محمد مجدي عثمان أحمد، الطالب الجامعي المقيم في ماليزيا، وذلك بعد أن كتب عبارات احتجاجية على جدران السفارة المصرية في كوالالمبور، مطالبًا بفتح معبر رفح ودعمًا لغزة المحاصرة.

الخطوة الاحتجاجية السلمية التي اتخذها مروان جاءت تعبيرًا عن تضامنه مع المدنيين في قطاع غزة، إلا أن السفارة المصرية اعتبرت هذا الفعل "تهديدًا للأمن القومي"، وقدمت بلاغًا رسميًا اتهمته فيه بـ "الخيانة العظمى"، وفقًا لما نقلته الشرطة الماليزية.

Subscribe to