العراق: مواصلة الأعمال الانتقامية ضد نشطاء حقوق الإنسان الذين يوثقون حالات الاختفاء القسري في البلاد

.

(من اليمين: إسراء الدجيلي، عماد التميمي)

(جنيف، 28 سبتمبر 2018) - في 18 سبتمبر 2018 ، أحالت الكرامة حالتي عماد التميمي وإسراء الدجيلي إلى المقرر الخاص المعني بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان الأمم المتحدة ، والتمست من الخبير الأممي المستقل دعوة السلطات العراقية إلى الكف فوراً عن جميع الأعمال الانتقامية ضدهما.

في 14  يوليو 2018 ، قام أفراد من وحدة الأسلحة والتكتيكات الخاصة (سوات) باختطاف عماد التميمي بالقرب من مدينة بغداد الطبية لم يظهروا لهذا المتطوع في جمعية الوسام الإنسانية غير الحكومية البالغ من العمر 35 عامًا أمرًا بالقبض ولم يخبروه بالأسباب وأجبروه على على ركوب شاحنة سوداء نقلته إلى مكان مجهول.

تعرض خلال الأسبوعين الأولين، من احتجازه في منشأة سرية تديرها القوات الخاصة، لأعمال تعذيب شملت الضرب المبرح والصعق المتكرر بالكهرباء على جميع أنحاء جسمه.

انصب اهتمام المحققين معه على نشاطه في جمعية الوسام الإنسانية، وطرحوا عليه أسئلة عن علاقته مع سلام الهاشمي، مؤسس المنظمة غير الحكومية، وكذلك حول "جرف الصخر" ، وهو مركز اعتقال سري يديره لواء حزب الله. ويزعم أن هذه الميليشيا التابعة للحشد الشعبي تستعمل ذلك المعتقل لاحتجاز وتعذيب الأشخاص المشتبه في ارتباطهم بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والنازحين داخلياً الهاربين من الأراضي التي تسيطر عليها داعش.

أجبر على التوقيع تحت الإكراه، على وثيقة يتعهد فيها بعدم المشاركة مستقبلا في نشاط يرتبط بالاختفاء القسري في العراق، وتم تهديده بإعادة اعتقاله هو وإخوته إن هو استمر في ذلك. وبقي رهن الاعتقال بمعزل عن العالم الخارجي دون إمكانية للاتصال بعائلته أو محاميه إلى أن أفرج عنه أخيرا في 7 سبتمبر 2018.

أما إسراء الدجيلي ، فقد تعرضت للتهديد والترهيب في 27 أغسطس 2018 بعد أن قصدت مطبعة لاستلام الملصقات الإعلانية للفعالية التي كانت تحضر لها جمعية الوسام الإنسانية بمناسبة اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري  في 30  أغسطس 2018.

ما إن غادرت المحل حتى أوقفها مجموعة من الرجال استجوبوها عن الملصقات التي كانت تحملها، واعتدوا عليها لفظيا وهددوها بسبب مشاركتها في الفعالية. و خوفا من أعمال انتقامية أخرى فضلت إسراء اللجوؤ إلى منطقة الحكم الذاتي الكردية.

وتعتقد إسراء أن مهاجميها تصرفوا بإيعاز من جهاز المخابرات الوطني العراقي (INIS) ، حيث أصدرت وزارة الداخلية، في سياق استمرار الاحتجاجات الاجتماعية في البصرة، تعميماً يأمر جميع محلات النسخ بالتبليغ عن أي مطبوع تعتبره منتقدا للسلطات.

ليست هذه الهجمات والتهديدات ضد أعضاء أو متعاونين مع جمعية الوسام الإنسانية الأولى من نوعها، بل سبق وأن تعرض سلام الهاشمي للتهديد من قبل الأجهزة الأمنية بسبب عمله في توثيق الحالات ورفعها إلى لجنة الأمم المتحدة المعنية بالاختفاء القسري، واضطر إلى مغادرة البلاد سنة 2016  .

طيلة شهري فبراير ومارس 2018 ، تعرض الحقوقي فيصل التميمي، ابن عم عماد، لتهديدات وهجمات بسبب جهره بمناهضته لممارسة الاختفاء القسري ودعوته إلى انضمام العراق إلى المحكمة الجنائية الدولية.

أعربت الكرامة عن قلقها البالغ إزاء تزايد عدد حالات الانتقام من المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يعملون على قضايا الاختفاء القسري في العراق، والتمست من المقرر الخاص المعني بالمدافعين عن حقوق الإنسان التدخل لدى سلطات العراق ومطالبتها بضمان قيام عماد التميمي وإسراء الدجيلي بأعمالهما في بيئة آمنة ومواتية دون خوف من التهديدات أو أعمال انتقامية أيا كان نوعها،  وفتح تحقيق في أعمال التعذيب المرتكبة ضد التميمي بسبب نشاطه و محاسبة الجناة.

لمزيد من المعلومات

الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني  media@alkarama.org أو مباشرة على الرقم: 0041227341008